حتى صدور نتائج دراسة ألمانية قبل يومين، كان الاعتقاد السائد أن هناك نوعا واحدا من الزرافة Giraffe في العالم، أو في القارة الأفريقية تحديدا، ليتبين أن ثمة أربعة أنواع من هذا الحيوان الذي يعتبر واحدا من أنوع الثدييات الأفريقية “شفعيَّة” الأصابع (شفعيَّة: زوجية الأَظلاف المتقابلة)، فضلا عن أن الزرافة هي أطول الحيوانات البرية، وأضخم المجترات على وجه الأرض.
وفي هذا السياق، كشف العلماء عن وجود أربعة أنواع من الزرافة، بعد سنوات طويلة من الاعتقاد بوجود نوع واحد فقط من هذه الحيوانات طويلة العنق، وأظهرت دراسة وراثية للحمض النووي DNA وجود أربعة أنواع من زرافات منفصلة سكنت أجزاء مختلفة من القارة السمراء. وبحسب الدراسة، يواجه نوعان من الزرافات المكتشفة (كأنواع منفصلة) تراجعا كبيرا في أعدادها بشكل بدأ عقب الدراسة يثير مخاوف العلماء، بحسب ما أشارت بعض الدوريات العلمية التي نشرت خلاصة الدراسة.
الأنواع الأربعة
وفي التفاصيل، درس الباحثون من “مركز سينكنبرغ للتنوع البيولوجي وأبحاث المناخ”Senckenberg Biodiversity and Climate Research Centre، و”جامعة غوته” Goethe University في ألمانيا الحمض النووي لـ 190 زرافة من كافة أنحاء أفريقيا، وأظهرت البيانات الجينية أن ثمة أربعة أنواع منفصلة من الزرافات لا تتزاوج في ما بينها في الطبيعة، وهي سكنت واستوطنت مناطق مختلفة من أنحاء القارة، وكانت الاختلافات الوراثية بين الأنواع الأربعة مماثلة لتلك الموجودة بين الدببة القطبية والدببة البنية.
وفي هذا السياق، اعترف العلماء بنوع واحد فقط، بينما عرفت الدراسة الأنواع الأربعة المنفصلة كالتالي: الزرافة الجنوبية Southern Giraffe ويبلغ عددها 52 ألفا، وزرافة ماساي Masai giraffe ويبلغ عددها 32.500، والزرافة المشبكة the reticulated giraffe وعددها 8700 والزرافة الشمالية northern giraffe وعددها 4750.
تدمير الموائل
وأعرب المدير المشارك لـ “مؤسسة الحفاظ على الزرافة” Giraffe Conservation Foundation جوليان فينيسي Julian Fennessy عن أمله في أن تساعد نتائجنا في الحفاظ على الزرافة”، هذا مع العلم أن الزرافة حتى حتى الأن لم تدرج ضمن القائمة المهددة بالانقراض، على الرغم من انخفاض أعدادها بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الماضية، إذ سجلت تراجعا من 150 ألف إلى أقل من 100 ألف زرافة، إلا أن انخفاض أعداد الزرافة الشمالية والزرافة الشبكية يجعلهما ضمن الثدييات المهددة بالانقراض في العالم، وعليه، يجب أن يحظيا بأهمية توجب الحفاظ عليهما.
وتجوب الزرافات السافانا (السهل العشبي) savannas في وسط وشرق وجنوب أفريقيا، وتصل شمالا إلى تشاد، وجنوبا إلى جنوب أفريقيا وشرقا إلى الصومال وغربا إلى النيجر. وأشار فينسي إلى أن أكبر الأخطار التي تهدد الزرافة تتمثل في تدمير الموائل بسبب النمو البشري السكاني والصيد الجائر.