على غرار إسهام غير الإيطاليين في الترويج للبيتزا الإيطالية عبر مختلف أنحاء المعمورة، يتمّ الترويج اليوم لخبزة “الباغيت” الفرنسية عبر الفرنسيين وغير الفرنسيين ولا سيما أصحاب الأصول العربية.
باريس- افتك ثلاثة فرنسيين من أصل تونسي مكانة في السنوات الأخيرة كأفضل صانعي خبز "الباغيت" في العاصمة الفرنسية باريس.
ويحق لكل من يظفر بهذه المرتبة تزويد قصر الإليزيه بالخبز لمدة سنة كاملة. أما الفرنسيون من أصل تونسي الذين أوصلوا خبز أفرانهم إلى القصر الرئاسي فهم أنيس بوعبسة ورضا خضر وسامي بوعتور.
لقد حاز الخباز التونسي سامي بوعتور على جائزة أفضل خبز تقليدي فرنسي" الباغيت " لسنة 2017 بباريس.
وعلى خلفية الرواج والسمعة اللذين يحظى بهما هذا النوع من الخبز قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم الحملة الرامية إلى إدراج خبز "الباغيت" الفرنسي في قائمة التراث العالمي غير المادي والتي تشرف عليها منظمة اليونسكو.
وصرح ماكرون وهو يستقبل وفدا يمثل خبازي فرنسا بأن هناك أسبابا عديدة تبرر طلب ضم خبز- الباغيت الفرنسي إلى التراث العالمي، منها جودة هذا المنتج وانتشاره في العالم كله.
وأضاف ماكرون أن الخبز الفرنسي الطويل أصبح “موضع حسد العالم أجمع” في إشارة إلى دعم إنشاء رابطة وطنية للخبازين بغية تشجيع هذا الطلب.
ومما شجع الخبازين الفرنسيين على ترشيح “الباغيت” للانضمام إلى قائمة التراث العالمي غير المادي هو أن الإيطاليين نجحوا نهاية السنة الماضية، في ضم أكلة البيتزا وطريقة إعدادها إلى التراث العالمي غير المادي لاعتبارات عدة أبرزها أن هذه الأكلة التي كانت ترمز إلى وجبة الفقراء في إيطاليا انتشرت في العالم كله وأصبحت أكلة شعبية.
وتسعى اليونسكو إلى الحفاظ على تقاليد الشعوب من زحف العولمة.
واجتمعت لجنة الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي مرة في السنة لتقييم الترشيحات التي تتلقاها من مختلف أنحاء العالم.
ويقول الخبازون إن الأمر ليس مقتصرا على اسم الخبز الفرنسي الطويل وشكله، وإنما يشمل وصفة إعداد هذا الخبز ومكوناته، ويحتاج كل ذلك إلى إدراجه في قائمة اليونسكو.
وقال الرئيس الفرنسي بعدما استقبل في قصر الإليزيه مجموعة من الخبازين الرئيسيين الجمعة “التميز والخبرة تجب المحافظة عليهما، ولهذا ينبغي أن يدرج الخبز الفرنسي الطويل في قائمة التراث الإنساني”.
وقد أعرب الخبازون الفرنسيون الحرفيون عن مخاوفهم من الحالات الكثيرة لتقليد الخبز الفرنسي الطويل.
وقال رئيس الكنفيدرالية الوطنية للحلويات والمخابز، دومينيك أنراك، “عندما أشاهد نوعية الخبز في المحلات التجارية، فمن المستحيل ألّا أصاب بالغضب”.
وأضاف قائلا “الخبز يعاني من التجميد، بعضه يأتي من رومانيا، أو من يدري من أين يأتي، لاشيء يتم حسب قواعد هذا الفن”.وتختلف قائمة اليونسكو للكنوز الثقافية غير المادية عن سجل الأماكن المعروف باسم مواقع التراث العالمي. وتركز القائمة على التقاليد، وأساسا الموسيقى، والرقص، والطبخ. أما رياضة اليوغا، ورقص الفلامينكو وأوبرا التبت وثقافة شرب الجعة البلجيكية وحرفة الخبز المصنوع من الزنجبيل في كرواتيا فقد أدرجت في قائمة اليونسكو.
وسبق لفرنسا أن قدمت طلبات ناجحة متعددة سواء ما يتعلق بصنع خيوط الأحذية على طريقة بلدة ألينسون في منطقة نورماندي وركوب الخيل على الطريقة الفرنسية.