في إطار مساعي المجتمع المدني لانجاح تجربة الحكم المحلي واللامركزية الذي ستفرزه الانتخابات البلدية، شرعت الجمعية التونسية لمهندسي ومصممي الفضاءات TALAE في اعداد مشروع نموذجي حول التخطيط المحلي المستدام بالبلديات ذات الطابع الريفي التي وقع احداثها مؤخرا والبالغ عددها 80 بلدية من جملة 350 بلدية تغطي كامل انحاء الجمهورية.
قال نزار السياري نائب رئيس الجمعية ورئيس جمعية المجتمع المدني بتيبار ان الغاية الاساسية من هذا النشاط هي توفير اقصى ما يمكن من حلول وخيارات للحاكمين المحليين الجدد الذين ستفرزهم الانتخابات البلدية بالبلديات الريفية حتى ينجحوا في مهامهم الجديدة. وأضاف ان الجمعية اختارت بلدية "تيبار" التابعة لولاية باجة نموذجا لهذا المشروع حيث اعدت تخطيطا متكاملا يخص هذه البلدية التي تتوفر فيها تقريبا كل صفات البلديات الريفية المُحدثة مؤخرا بمختلف انحاء الجمهورية.. وأضاف ان البلديات الريفية التي وقع احداثها مؤخرا ستكون مفتقرة للتجربة ولأمثلة التهيئة العمرانية. لذلك يجب مساعدتها على تجاوز هذه النقائص من خلال مخططات تنمية محلية مستدامة خاصة بها وتحترم خصوصياتها الريفية وطابعها الفلاحي وتراثها وتاريخها وهو ما عملت على تحقيقه الجمعية عبر هذا المشروع النموذجي...
وقال السياري ان المشروع النموذجي ، الذي وقع اعداده بالشراكة مع بلدية تيبار و جمعية المجتمع المدني بتيبار وجمعية متخصصة من مقاطعة "الكيباك" بكندا وبتمويل من الاتحاد الاوروبي، يهدف أساسا إلى ضمان التنمية المستدامة من خلال تعزيز ظروف حياة المجتمع، وتعزيز النمو الاقتصادي، والحفاظ على الموارد الطبيعية و التراث الثقافي اعتمادا مقاربة التشاركية التي نص عليها الدستور أي تشريك المواطن بشكل فعلي وحقيقي في الخيارات وفي سلطة القرار وليس كما كان يحصل في السابق من الاكتفاء باخذ رايه بصفة شكلية ثم لا يقع تطبيق ذلك على ارض الواقع. كما وقع ايضا تشريك الجميع كبارا وصغارا ومن مختلف الفئات الاجتماعية ولم يقع الاقتصار فقط على فئة معينة مع السعي الى تغطية كل الأراء والمواقف بما في ذلك الجزئيات البسيطة التي يجهلها المسؤول والخبير. وأضاف انه وقع مثلا الاستماع الى أطفال المدارس والى شباب الاعداديات والمعاهد والطلبة بالجهة حول نظرتهم الى تيبار بعد 10 أو 20 سنة .. فكانت الاجابات بريئة وبسيطة لكنها كشفت فعلا عن وجود رؤية مستقبلية حقيقية لديهم حول منطقتهم وكانت مجمل الآراء متكاملة ونالت اعجاب الخبراء والمختصين من تونس ومن "الكيباك" الذين اطلعوا عليها وشرعوا في اعداد المشروع النهائي استنادا اليها.
من المنتظر ان يقع عرض دليل عام وكامل ومفصل يوم 27 افريل الجاري حول هذا المشروع وسيكون وفق نزار السياري صالحا لكل البلديات ذات الصبغة الريفية ويمكن تطبيقه عليها مع بعض الاضافات استنادا لخصوصيات كل منطقة. وستشرع الجمعية بعد الانتهاء من هذا المشروع النموذجي في الترويج له ببقية البلديات الريفية لحث الحاكمين المحليين الجدد على تطبيقه خدمة للامركزية ولتجربة الحكم المحلي ودعما للحوكمة الرشيدة في الجهات.