الصفحة 3 من 3
ارتباط أيديولوجي وسياسي
في جانفي الثاني الماضي، رفض البرلمان التونسي منح الثقة لحكومة الحبيب الجملي المقرب من النهضة، فطار الغنوشي مباشرة إلى إسطنبول للقاء أردوغان، في حدث زلزل الأرض في تونس، خصوصا أن الإعلام التركي الرسمي تحدث عن زيارة الغنوشي باعتباره "رئيسا للبرلمان التونسي" وليس رئيسا للحركة الإخوانية.
ورغم أن الغنوشي والشق الموالي له في النهضة سعيا جاهدين لتغليب الصفة الحزبية للزيارة، فإن الحادثة فضحت الوجه الذي لطالما حاول الإخواني إخفاءه، وهو ارتباطه الأيديولوجي والسياسي بأردوغان، إلى درجة أن بعض المحللين استنكروا كيف باتت شؤون تونس تدار من أنقرة.
ارتباط فضحه نواب بالبرلمان التونسي، خلال جلسة مساءلة للغنوشي على خلفية لقائه بالرئيس التركي، متهمين إياه بفتح ممرات لتهريب السلاح إلى مليشيات الوفاق في ليبيا، ضمن أجندة تركية معدة سلفا بالبلد المجاور.
وفي مداخلته بالجلسة حينها، قال النائب منجي الرحوي متوجها للغنوشي: "ما فعلته من مقابلة أردوغان يستوجب المساءلة من مجلس الأمن القومي، لأنك قابلت رئيسا يقرع طبول الحرب وعنصرا من عناصر النزاع، ونعرف أن مقر المركز العام لتنظيم الإخوان الآن هو تركيا ويقوده الرئيس أردوغان".
وأضاف: "أنتم (النهضة) فرع منها (جماعة الإخوان) وتلعبون دورا فيها ولاعبون في المنطقة لحسابها وغيرها، وهذا خطير ويهدد أمن تونس".
وتابع: "ما زلتم مستهترين بأمن التونسيين، ولكم علاقات بالدواعش والجهاز السري للإخوان"، في إشارة إلى جهاز عسكري سري شكلته "النهضة" لتنفيذ الاغتيالات وتصفية المعارضين.