قالت وكالة الأنباء السعودية ''واس''، إن المملكة ''أعادت البريق لعاصمة الأغالبة وعاصمة الإسلام الأولى لأفريقيا، من خلال ترميمها لجامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة المجاورة له.
ويعد جامع عقبة بن نافع الذي شيد سنة 50 للهجرة، أقدم معلم ديني في المغرب العربي، ومنارة دينية عريقة ويحظى بمكانة مميزة في قلوب الأمة الإسلامية ، إذ تبلغ مساحته 9 آلاف و700 متر مربع، ويضم المسجد صحنًا فسيحَ الأرجاء تحيط به أروقة عدة، وهذه المكونات جعلت من جامع القيروان الكبير أو جامع عقبة بن نافع تحفة معمارية فريدة من نوعها وأحد أروع المعالم الإسلامية حول العالم .
وللجامع مئذنة تعدّ من أقدم المآذن في العالم الإسلامي، وتتكون من 3 طبقات يصل ارتفاعها إلى 31.5 متراً ، وقد اجتمعت الصومعة والقباب والزخارف، لتجعل من المسجد تحفة معمارية فريدة من نوعها ، حيث يحتوي جامع القيروان حسب خبراء التراث على كنوز قيّمة وثمينة. فالمنبر المصنوع من خشب الساج المنقوش يعتبر أقدم منبر في العالم الإسلامي ويعود إلى القرن الثالث للهجرة ، كذلك مقصورة المسجد النفيسة التي لا تزال تحتفظ بعناصرها الزخرفية الأصلية.
ويوحي الشكل الخارجي للجامع بأنه يشبه الحصن الضخم بفضل جدرانه السميكة وعالية الارتفاع، ولم يكن هذا المعلم بمعزل عن خطر التصدع والانهيار على غرار ما لحق بصومعة جامع عقبة بن نافع من تشققات عميقة وتصدعات خطيرة، وهنا أشرق في الأفق مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لترميم الجامع بهدف إعادة البريق والإشعاع للقيروان.
كما تضمن مشروع الترميم العناية بالمدينة العتيقة بالقيروان الممتدة على 36 هكتارًا والتي صنفت ضمن التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عام 1988.
وأكد السفير السعودي عبدالعزيز بن علي الصقر في تصريح لوكالة الأنباء السعودية ''واس''، أن مشروع ترميم جامع عقبة بن نافع يأتي تجسيدًا للعلاقات الأخوية التي تربط القيادتين والشعبين السعودي والتونسي .
واشار السفير السعودي إلى أن مشروع ترميم جامع عقبة بن نافع يأتي تجسيدًا للأهمية التي توليها المملكة للمساجد التاريخية، وقد تجسد هذا التوجه من خلال مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية داخل المملكة العربية السعودية ضمن مشاريع رؤية المملكة 2030".
وشمل مشروع الترميم العناية بأرضية الجامع وتحديث الأجهزة الصوتية والإضاءة وترميم الأجزاء التاريخية وتزويده بمعدات إضاءة ثلاثية الأبعاد وأجهزة صوتية متطورة من شأنها أن تضفي على الجامع لمسة فنية تدعم مكانته الدينية والسياحية في تونس.