في خبر ألمّ قلوب العديد من التونسيين، ودفعهم لتوديع شخصية تاريخية، انتقلت إلى رحمة الله تعالى الحاجة جمعة الرزقي، أكبر معمرة في تونس، عن عمر يناهز الـ122 عاما. وقد تمت مراسيم الجنازة بمشاركة حشود كبيرة من الأهل والأقارب والجيران.
وُلدت الحاجة جمعة الرزقي في مدينة نفزة بولاية باجة في 14 جانفي من سنة 1902، وقد عاشت حياة مليئة بالأحداث والتحولات التي شهدتها تونس والعالم على مدى أكثر من قرن من الزمان. عاشت الحاجة جمعة الأحداث الجهوية والوطنية والدولية، وكانت شاهدة على أحداث تاريخية كثيرة، بما في ذلك فترة الاستعمار وبناء الدولة ونضال التونسيين من أجل الحرية والاستقلال.
بالإضافة إلى حياتها الطويلة، رزقت الحاجة جمعة بتسعة أبناء، وتركت خلفها أكثر من 31 حفيدا وأكثر من 20 من أحفاد الأحفاد، وبهذا تركت بصمة عائلية قوية ودائمة في المجتمع.
تميزت الحاجة جمعة بطيبة قلبها وحكمتها ورباطة جأشها، وكانت دائمًا محاطة بمحبة أهلها وجيرانها وكل من عرفها. رحيلها يعتبر خسارة لا تعوض للمجتمع التونسي الذي فقد عمودًا من عماده.
في هذا السياق، يجدر الإشارة إلى أن أكبر معمر تونسي حاليا، الشيخ حسين الميساوي، البالغ من العمر 120 سنة، يظل رمزا للحكمة والصمود. ومع وفاة الحاجة جمعة الرزقي، تبقى ذكراها خالدة في قلوب العديد من التونسيين كمثال للطيبة والصبر والقوة في مواجهة تحديات الحياة.