توفي شخص في عقده السابع من العمر، اليوم الثلاثاء 8 أفريل 2025، إثر سقوطه في بئر عميقة بمنطقة شارن الشمامرية التابعة لمعتمدية جندوبة، مما أضاف مأساة جديدة إلى معاناة أهالي المنطقة في ظل نقص موارد المياه. الحادث وقع عندما توجه الهالك إلى البئر لتزويد نفسه بالماء الصالح للشراب باستخدام سطل وحبل، لكن بسبب انزلاقه، سقط في البئر التي يبلغ عمقها أكثر من 30 مترًا.
مقالات ذات صلة:
الفلاحون في جندوبة: صرخات استغاثة من المديونية والجفاف تهدد الإنتاج الغذائي!
دعوات متزايدة لإقالة والي جندوبة بسبب "التعسف في استعمال السلطة"
اتهام والي جندوبة بسوء المعاملة ضد التلاميذ: فتح تحقيق قضائي في قضية مثيرة
تفاصيل الحادث:
وفقًا لشهود عيان من المنطقة، فقد كان الشيخ في طريقه إلى البئر التي اعتاد عليها لتوفير احتياجاته اليومية من الماء. ورغم محاولاته للقيام بذلك باستخدام السطل، إلا أن قدمه انزلقت ليجد نفسه ساقطًا في البئر. تم إعلام الحرس الوطني والحماية المدنية على الفور، حيث تدخل فريق الغوص الذي عمل على إخراجه بعد حوالي ساعة من البحث والإنقاذ. وبعد وصول ممثل النيابة العمومية من المحكمة الابتدائية بجندوبة، تم معاينة الجثة ونقلها إلى الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة.
غياب المياه الصالحة للشرب:
الواقعة تبرز مشكلة خطيرة يعاني منها سكان منطقة شارن الشمامرية، حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى المياه. سكان المنطقة يشيرون إلى غياب ربط تجمعاتهم بشبكة مياه الشرب، مما يجعلهم يعتمدون بشكل أساسي على الآبار القديمة أو حتى مياه الأودية، مثل وادي ملاق القريب، الذي يُعتبر مصدرًا غير مضمون وصحي للشرب.
هذه الظروف الصعبة جعلت الأهالي في وضع مأساوي يعانون فيه من نقص المياه الصالحة للشرب، مما يعرضهم للعديد من المخاطر الصحية، علاوة على الحوادث مثل هذا الحادث المؤلم الذي أودى بحياة الشيخ.
التحديات في توفير خدمات المياه:
تعكس الحادثة حالة من الإهمال في توفير الخدمات الأساسية للمناطق النائية، خاصة المياه الصالحة للشرب، وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية لربط المنطقة بشبكات المياه، وكذلك تنفيذ مشاريع لتحسين البنية التحتية. فغالبًا ما تقتصر مناطق مثل شارن الشمامرية على المياه السطحية، التي تتعرض للتلوث بشكل أسرع، مما يجعل من الصعب توفير مياه آمنة وصالحة للاستخدام اليومي.
الحلول المطروحة:
إلى جانب تعزيز الجهود الأمنية والإغاثية في المناطق النائية، يجب تكثيف المشاريع التنموية التي تركز على توفير خدمات أساسية كالمياه والكهرباء، خصوصًا في المناطق التي تفتقر لهذه البنية التحتية الأساسية. من المهم أن تكون هناك خطط استباقية لمعالجة نقص المياه قبل أن يتسبب في المزيد من الحوادث والمآسي. وقد تكون الحلول مثل حفر آبار جديدة مزودة بمرافق حديثة أو إنشاء محطات لتوزيع المياه أكثر فعالية في تقليل هذا العجز.
إن الحادث المؤلم الذي شهدته منطقة شارن الشمامرية يُعد تذكيرًا هامًا بضرورة تحسين الظروف المعيشية لسكان المناطق الريفية، الذين يواجهون تحديات يومية بسبب نقص الخدمات الأساسية. ويجب على السلطات المعنية بذل المزيد من الجهود لضمان توفير المياه الصالحة للشرب لجميع المواطنين في مختلف أنحاء البلاد، من أجل الحد من المخاطر التي قد تهدد حياتهم.
