راجت اشاعات متواترة طيلة اليومين الأخيرين تتحدث عن غياب رئيس الجمهورية وذهبت البعض منها الى القول بأنه تحول للمعالجة في فرنسا اثر مرض ألمّ به..
وقد نشر المستشار لدى رئيس الجمهورية فراس قفراش منذ حين تدوينة على حسابه في الفايسبوك يتحدث فيها عن هذه الشائعات وينسبها بدون مواربة الى محسن مرزوق، الذي وإن لم يُسمِّه في تدوينته ، فإنه نعته بما يكفي من النعوت لكي نعرفه..
ونشير أن رئيس الجمهورية قد عاد الى نشاطه اليومي اليوم باستقباله ليوسف الشاهد رئيس الحكومة وللسفير الفرنسي المغادر فرنسوا غويات ..
وقد كتب فراس قفراش في تدوينته ما يلي :
” اليوم يلزمنا نحضّروا أرواحنا لانتخابات رئاسيّة مبكّرة.. الرئيس يداوي في باريس.. هوّ ربّي يشفيه لكن أحنا يلزمنا نحضّروا أرواحنا للاحتمالات الكل… ”
” بهذه الكلمات المقرفة أراد مستثمر سياسي أن يستنهض منذ يومين همم قيادات مشروعه ويبثّ فيهم أمل وصوله القريب إلى قصر قرطاج، بعد تسلّل الشك والريبة في نفوسهم في المدة الأخيرة خاصة إثر اعلان نتائج آخر إستطلاعات الرأي السياسيّة..
بهذه الكلمات المقرفة التي كان يروّجها سرّا منذ أشهر عديدة في مجالسه المغلقة ومقرّات السفارات والعواصم الأجنبيّة وخرجت إلى العلن مؤخّرا عن قصد أو غير قصد، يقطع ناكر الجميل نهائيًّا وإلى الأبد آخر شعرات معاوية مع من اعتبره في يوم من الأيام إبنه الروحي واحتضنه وأخرجه من عالمه الموازي إلى واجهة الأحداث السياسة..
بهذه الكلمات المقرفة يدقّ الجاحد آخر مسمار في نعش وطنيّته ويثبت لمن إتّهموه يومًا بالخيانة والغدر والأنانيّة وتغليب المصلحة الشخصيّة، أنّهم كانوا على ألف حقّ..
يكفي الرئيس اتّصالات العشرات من “الأحرار” للاطمئنان على صحّته وإستنكراهم الشديد لافتراءاتك وإدعائك باطلاً أن “الرئيس يداوي في باريس” والواقع أنّه في أفضل حالاته الصحيّة والنفسيّة خاصة مع تجسيد فكرة حكومة الوحدة الوطنيّة ومنح الثقة لفريق حكومي شاب يزخر بالكفاءات، فريق سيسنده الرئيس بخبرته وسيتحوّل في الأيّام المقبلة لنيويورك لدعمه أمام الجمعيّة العامة للأمم المتحدة وللترويج للأنموذج الديمقراطي التونسي والدفاع على المصالح العليا للبلاد..
الموت حق والأعمار بيد الله..
قال تعالى : ” ومن النّاس من يقول آمنَّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين / يُخادعون الله والذِين آمنوا وما يَخدعون إلاَّ أنفسهم وما يَشعُرون / في قُلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ” صدق الله العظيم…”.
وبالمناسبة فإن صحة الرئيس شأن عام وطني وشأن سياسي بالدرجة الأولى. وهو لا يحتمل لا الاشاعات ولا خزعبلات القصور المغلقة. ومن الضروري أن نتساءل عن صحة الرئيس ومن المنطقي أن نربط بينها وبين امكانية فراغ سياسي لا قدر الله ، خاصة وأن رئاسة الجمهورية لم تصدر بيانا شاملا ودوريا عن صحة الرئيس . وليس من العيب في شيء الخوض في هذا الأمر في كل المستويات. و على المصالح المختصة في رئاسة الجمهورية أن لا تواصل التصور أن صحة رئيس الجمهورية أو مرضه من “المحرمات” التي لا لايجب الخوض فيها وإن وجب بالطبع اختيار الطريقة المثلى لذلك.