يَتَجَلَّى اَلنُّورُ فِي جَوَانِبِي اَلْمَمْلُوءَةِ بِالزَّغَارِيدِ
تَتَرَبَّعُ اَلْأُمْنِيَاتُ عَلَى اَلْأَرْصِفَةِ اَلْخَالِيَةِ،
هَذِى اَلْبِلَادُ لِي،
وَكُلُّ اَلْبِلَادِ أَنَا
حِينَ تَشْتَدُّ غُرْبَتِي اَلشَّهِيَّةَ لِلْعَوْدَةِ
وأَتَدَلَّى كَعَنَاقِيدِ العِنَبِ مِنْ غَيْمَاتٍ شَارِدَةٍ
تَتَّسِعُ ضِحْكَتِي رَغْمَ اَلْهَوَاجِسِ
وَرَغْمَ اَلشُّحُوبِ اَلْمُكَدَّسِ عَلَى أَفْوَاهِ اَلْعَابِرِينَ
كُلُّ ذُنُوبِي اَلَّتِي اقْتَرَفْتُهَا
أَنَّنِي لَا أَتْقَنُ أبْجَدِيَّةَ اَلنِّفَاقِ
وَلَا أُصَوِّرُ وَجْهًا آخَر لِوَجْهِي
ولا أُهَلّلُ لطواحينِ الرِّيَاحِ
تتقاذفُهَا طائراتٌ ورقيّةٌ
فكُلُّ اَلْأَلْوَانِ شَهْوَةٌ جَدِيدَةٌ لِأَرَاجِيحِ اَلْوُصُولِ
إِلَى وَطَنٍ يَسْكُنُنِي
شَغَفٌ يَمْنَحُنِي اَلْحِكْمَةَ لِلْيَقِينِ.
خَضْرَاءُ يَا حَدَائِقَ اَلنَّدَى
يَا مَنْ تُشْرِقِي مَرَّتَيْنِ فِي دَمِي
مَرَّةً فِي اَلصَّبَاحِ اَلْأَبْيَضِ
كَبَرَاءَةِ اَلْأَطْفَالِ
كَقُبْلَةٍ وَوَرْدَتَيْنِ،
وَمَرَّةً فِي اَلْمَسَاءِ
حِينَ يَتَزَيَّنُ بِالشَّفَقِ وبِتَمْتَمَاتِ اَلنُّجُومِ
وَتَرْتَفِعُ نَخْلَةٌ فِي اَلْجَنُوبِ
وَسُنْبُلَةٌ تُغَنِّي فِي اَلشَّمَالِ . . .
هَكَذَا أُمْضِي . . .
تُوَارِينِي أَعْشَابُ اَلْوَطَنِ
وَأَعُودُ عُصْفُورَةً خَضْرَاءَ
مِنْ بَرِيقِ اَلتُّرَابِ.
-
سليمى السرايري