ضرب فريق الوداد المغربي موعدا مع المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، التي تستضيفها الإمارات في ديسمبر المقبل لأول مرة في تاريخه لكونه بطل القارة الأفريقية، وانتزع الوداد لقب دوري الأبطال السبت، من بين أنياب فريق الأهلي المصري الأكثر تتويجا باللقب (8مرات).
الدار البيضاء- حصد الوداد المغربي لقب بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وهو اللقب الثاني له عبر تاريخه، وقد فاز باللقب للمرة الأولى في عام 1992، كما أنه اللقب السادس للأندية المغربية، ونجح بطل المغرب في التفوق على الأهلي المصري بهدف دون ردّ على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء في إياب الدور النهائي للبطولة، وعزز موقفه نتيجة مباراة الذهاب التي خرج منها متعادلا (1-1) على ملعب الأهلي ووسط جماهيره، ليضيع على الأخير فرصة تحقيق اللقب القاري التاسع.
موعد مع المونديال
بعد نحو شهر واحد من الآن، وتحديدا يوم 9 من ديسمبر المقبل، يكون الوداد على موعد مع مواجهة فريق باتشوكا المكسيكي بطل أميركا الشمالية، في أولى مباريات كأس العالم للأندية بالإمارات، وأصبح الوداد ثاني فريق مغربي يشارك في مونديال الأندية، بعد مواطنه الرجاء الذي شارك مرتين من قبل آخرهما عام 2013، وحقق حينها إنجازا كبيرا بالوصول إلى المباراة النهائية، لكنه تلقى الخسارة على يد العملاق البافاري بايرن ميونيخ.
وتمكن الوداد من قطع نصف المسافة نحو التتويج قبل أسبوع، عندما تعادل مع منافسه الأهلي ذهابا على ملعبه، واستطاع إغلاق كافة مفاتيح لعب بطل مصر، وشكل تكتلات دفاعية حصنت منطقة جزائه من الاختراق، وذلك دون أن يتأثر بالحشد الجماهيري لعشاق الأهلي الذين تواجدوا في مدرجات ستاد برج العرب بالإسكندرية. والأمر نفسه حدث في مباراة الإياب، لكن ما عزز من تفوق الوداد بخلاف تعادله ذهابا، هو التواجد الجماهيري الحاشد، وغياب بعض العناصر المؤثرة عن فريق الأهلي، أبرزها التونسي علي معلول الذي ترك ثغرة كبيرة في الجهة اليسرى، ولم يفلح البديل حسين السيد في سدها، إضافة إلى غياب حسام عاشور في منتصف الملعب.
ورغم استحواذ الأهلي على الكرة في أغلب فترات المباراة، إلاّ أنه لم يتمكن من استغلال الفرص التي سنحت للاعبيه، على عكس صاحب الأرض الذي سجل من عدد قليل من الفرص، بالإضافة إلى أنه ظهر بمستوى مهزوز في الدقائق الأولى من اللقاء، وهو ما فشل لاعبو الأهلي في استغلاله.
ويعاني دفاع الأهلي من مشكلة في التمركز عند لعب الكرات العرضية للمنافس، وظهر تأثر الفريق بغياب مدافعه الدولي أحمد حجازي، الذي رحل إلى ويست بروميتش الإنكليزي، وقد جاء هدفا الوداد في مبارتي الذهاب والإياب بنفس الطريقة، وفي لقاء القاهرة اخترق اللاعب أشرف بن شرقي دفاعات الأهلي وسدد برأسه في المرمى، وكذلك فعل زميله وليد الخارتي على ملعب محمد الخامس، دون وجود مراقبة وتمركز صحيحين، إضافة إلى تأخر حارس الأهلي الدولي، شريف إكرامي، في الخروج من مرماه.
لكن المدير الفني لفريق الوداد، الحسين عموتة، أرجع توتر بدايات المباراة إلى الضغط الجماهيري، وقال في المؤتمر الصحافي عقب اللقاء، إن المستوى المتواضع لفريقه في الدقائق الأولى من المباراة كان بسبب ضغط الشارع المغربي وغياب التركيز الذهني للاعبين.
كما اعتبر عموتة أن بعض وسائل الإعلام المغربي شوشت على لاعبيه الذين بدا عليهم الخوف في بداية المباراة قبل أن يستعيدوا تركيزهم تدريجيا، ولفت إلى أن التسرع والأخطاء الفردية كادت تفقدهم الكأس القارية، معترفا أن فريقه لم يكن الأفضل فنيا.
إنجاز جديد
انضم عموتة إلى قائمة تاريخية في أفريقيا، كثالث مدرب يتوج ببطولتي دوري الأبطال والكنفيدرالية، وقد توج بكأس الكونفيدرالية الأفريقية مع فريق الفتح الرباطي المغربي عام 2010 على حساب الصفاقسي التونسي، ثم بدوري الأبطال مع الوداد، وسبقه إلى هذا الإنجاز الغاني سيسل جونز والتونسي فوزي البنزرتي، الذي قاد الترجي للتتويج بدوري الأبطال 1994 ثم الكونفيدرالية مع النجم الساحلي في 2006. على الجانب الآخر، هاجم المدير الفني للأهلي، حسام البدري أداء الحكم الغامبي، بكاري جاساما، الذي أدار النهائي الأفريقي، وهو الحاصل على لقب الأفضل في القارة السمراء هذا العام، وقال في تصريحات له عقب اللقاء إن الأهلي خسر البطولة الأفريقية بسبب التحكيم.
وكان البدري يأمل في تحقيق اللقب الثاني له مع الأهلي، بعد أن حقق لقبه القاري الأول في عام 2012 وقال، إن لاعبي الأهلي أدوا مباراة أكثر من رائعة، لكنهم تعرضوا لظلم تحكيمي، زاعما أن هدف الفريق المغربي جاء من تسلل واضح، فضلا عن تغاضي حكم اللقاء عن ركلة جزاء صحيحهة لصالح فريقه، وجانب البدري الصواب عندما صرح بأن البطولات الأفريقية تحسم بالحكّام، متناسيا أن ناديه حصد اللقب ثماني مرات من قبل.
من جانبه، أرجع مدرب فريق بتروجت الحالي والأهلي السابق، محمد يوسف، قوة فريق الوداد في الشق الدفاعي، فضلا عن قدرة لاعبي المنتصف على الضغط، وأضاف لـ”العرب”، أن الفريق المغربي يمتلك أكثر من لاعب ممن يجيدون إنهاء المباريات منهم، أوناغم والحداد وبن شرقي، وذلك على عكس الأهلي الذي افتقد اللاعب الذي يمكنه استغلال الهجمات بشكل جيد.
واعتبر يوسف أن الأهلي هو من منح الوداد اللقب، وأهدر العديد من الفرص التي لاحت له في أكثر من مناسبة، وألمح إلى أن غياب بعض اللاعبين عن الأهلي هو أحد أسباب ضياع اللقب، وكذلك كثرة إهدار الفرص من المهاجم المغربي وليد أزارو، لذلك لا بد من تقنين الدفع باللاعب في المباريات، كونه يفتقد الخبرة والثبات الانفعالي. كما اعتبر يوسف أن نتيجة مباراة الذهاب سببت توترا للاعب الأهلي، حيث كانوا مطالبين بتسجيل هدف بأي طريقة لإعادة الأمور إلى نصابها، وهو ما لم يتحقق بسبب الرعونة.
إجمالا فشل لاعبو الأهلي في استغلال الفرص التي لاحت له، وآن الأوان أن يفكر مدربه حسام البدري في معالجة مشكلة الدفاع، والأهم هو افتقاد الفريق للحلول الفردية، في حال وجود تكتل دفاعي للخصم، على عكس الوداد الذي رجحت الحلول الفردية كفته في التتويج بالقب.
وخارج ملعب المباراة، كان هناك مشهدان متناقضان تماما لجماهير الفريقين، فقد مكثت جماهير الوداد في المدرجات عقب المباراة، واكتسى الملعب باللون الأحمر (علم فريق الوداد)، ثم خرجت إلى الشوارع لتكمل الاحتفالية، في حين قضت جماهير الأهلي ليلة حزينة بعد إخفاق فريقها، وما زاد من حالة الغضب الثقة الزائدة التي كان عليها الجمهور قبل المباراة.
واعتقدت الجماهير أن فريقها سيعود حتما من الدار البيضاء حاملا كأس البطولة، لعله يكرر إنجازا حققه من قبل في عام 2006، حينما اقتنص اللقب من الصفاقسي التونسي على ملعب رادس، ثم في عام 2012 على حساب الترجي في الملعب ذاته.