التهديدات جاءت على خلفية تصريحات السبسي المتعلّقة بالسماح للمرأة بالزواج من الأجنبي وكذلك فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين بالميراث.
أكد موقع “فرانس إنفو” الفرنسي امس الجمعة، أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تلقّى تهديدات بالقتل من قبل من وصفهم بـ”التكفيريين و المتشدّدين”، بسبب قراره حول المساواة في تقاسم الميراث بين الرجل والمرأة، والموافقة على زواج المرأة المسلمة من الأجنبي غير المسلم.
و لم تؤكد مصادر مطلعة في الرئاسة التونسية هذه المعلومة، لكنها أيضًا لم تنفِ في المقابل تعرض رئيس البلاد إلى هجوم عنيف ممن أسمتهم بـ”أصحاب الفكر الظلامي”، بسبب خطابه الذي دعا فيه إلى تكريس المساواة في الميراث بين المرأة والرجل داخل تونس و خارجها.
في غضون ذلك أكد الرئيس التونسي، أن المرأة التونسية أصبحت حرّة في الزواج بمن تريد، مشددًا على أن عهد إجبارها على الزواج بمسلم “انتهى”.
وقال “السبسي” خلال مقابلة مع قناة “فرانس 2” بُثّت أمس الأول الخميس، إن “الإصلاحات الأخيرة المتعلقة بحقوق المرأة لا تحمل أي طابع ديني، وإنها مفروضة بحكم دستور البلاد الذي تم إقراره العام 2014”.
ويؤكد الدستور التونسي في الفصل الثاني منه -بكل وضوح- على أن تونس دولة مدنية وليست إسلامية.
وقال السبسي:”أنا ملتزم باحترام الدستور الذي تضمن بنودًا ذات توجه نحو المساواة بين الرجال والنساء”، مضيفًا أن “المرأة التونسية حرة في الزواج بمن تريد، وأن عهد إجبارها على الزواج بمسلم قد انتهى”.
واستطرد قائلًا: “لا نية لنا لدينا لتصدير ما نقوم به، فكل ما نقوم به يخص تونس، وأنا على قناعة تامة أن ذلك يصب في مصلحة مستقبل بلادنا”.
وكان السبسي طالب في 13 أوت الماضي، بمناسبة عيد المرأة في تونس، بتغيير القانون الذي يمنع زواج التونسية من أجنبي غير المسلم، نظرًا للمتغيرات التي يشهدها المجتمع، وسفر المرأة إلى الخارج سواء للعمل أو الإقامة، كما دعا إلى المساواة بين الجنسين في تقاسم الميراث.
وأعلنت الناطقة الرسمية باسم الرئاسة التونسية “سعيدة قراش” في سبتمبر الماضي، أنه “تم إلغاء كل النصوص المتعلقة بمنع زواج التونسية بأجنبي، أي النصوص الواردة بقانون 1973”.