الصفحة 2 من 3
السنوات لا تصنع الخبرات
التاريخ لا يكتب في الغالب سوى نجاحات المتألقين ولا يحتفظ سوى بالألقاب والتتويجات، هذا التاريخ بعينه هو من يكسب اللاعب أو المدرب الخبرات والتجارب، لكن ما حصل مع المدرب معين الشعباني الذي لم يتجاوز بعد سن الأربعين كسّر هذه القاعدة وأثبت أن النجاح قد يتأسس أيضا عبر طموح الشباب وخاصة عبر “الكاريزما” والشخصية القوية المؤثرة.
فمعين الشعباني نهل كثيرا من بيت “الترجيين” عندما كان لاعبا في صفوفه لسنوات طويلة، حيث تعلم أصول اللعبة على أيدي نخبة من المدربين المحنكين الذي مروا على الترجي طيلة السنوات الماضية، قبل أن يختار طرق باب التدريب بعد الاعتزال حبا في تحقيق نجاح مواز لما حققه عندما كان لاعبا ورغبة في خوض تحد جديد من أجل التأكيد على أحقية المدربين الشبان في التألق والتوهج.
لعبت كل الظروف لفائدة هذا الفني، ففي إحدى المواسم السابقة كلفته إدارة نادي حمام الأنف بتدريب الفريق مؤقتا إثر رحيل المدرب الأول فجأة، لكن الشعباني نجح بكل اقتدار في تأدية مهامه ليتم تثبيته في منصبه بعد أن حقق الفريق بقيادته نتائج فاقت التوقعات. هذا النجاح فتح له الباب مجددا كي يعود إلى فريقه السابق، وهذه المرة في خطة مدرب مساعد، لقد وقع تكليفه بالعمل صلب الجهاز الفني بقيادة فوزي البنزرتي خلال الموسم الماضي. لم تسر الأمور بالشكل المطلوب حيث وقع التخلي عن المدرب الأول بعد الخروج من المسابقة الأفريقية ليتولى الشعباني مؤقتا المهمة قبل المجيء بالمدرب خالد بن يحيى.
لم يغادر الشعباني بل ظل يتعلم ويثابر من أجل كسب الخبرات، هدفه الأساسي مساعدة فريقه في تحقيق البطولات والوصول إلى التتويجات، ليساهم في نهاية الموسم الماضي في حصول الترجي على لقب الدوري المحلي.
تواصلت المسيرة وتعاظمت الأهداف، فالفريق خطط منذ الموسم الماضي من أجل الحصول على لقب دوري الأبطال تأهبا للاحتفال بأفضل صورة بمرور مائة عام على تأسيسه.
كانت المهمة عسيرة خاصة بعد خروج عدد من اللاعبين المهمين، لكن الشعباني كان من أشد المتفائلين بقدرة فريقه على تخطي كل العقبات، كان يدرك أن الترجي لا ينقصه الكثير كي يصل إلى هدفه، وفي هذا السياق قال في معرض حديثه لـ”العرب “منذ بداية مشاركتنا في المراحل الأولى ضمن هذه المسابقة القارية، كانت لدي قناعة بأن الحصول على اللقب ليس مستحيلا، لقد كنت أدرك جيدا أن الرصيد البشري المتوفر حاليا يخول للفريق بأن يتوج من جديد بهذه الكأس”.
وسارت الأمور بشكل جيد في مسيرة الفريق قاريا حيث تمكن من الوصول إلى الدور ربع النهائي ليواجه مواطنه النجم الساحلي، كان الاختبار عسيرا إلا أن الترجي بقيادة مدربه السابق خالد بن يحيى ومساعدة معين الشعباني تخطى هذه العقبة باقتدار. هذا النجاح لم يشفع للمدرب بن يحيى الذي كان عرضة لانتقادات حادة بسبب غياب الإقناع، قبل أن تأتي ذات مباراة محلية ضد النادي الصفاقسي بالجديد، فبعد الخسارة بثنائية “حزم المدرب خالد بن يحيى وغادر”.