الصفحة 3 من 3
البديل المناسب
لم يكن من السهل إيجاد البديل المناسب بسرعة، كان الأمر يتطلب الاستنجاد بمدرب يعرف جيدا قدرات الفريق ويكون جاهزا تماما لمواصلة رحلة التحدي في المسابقة القارية. ارتأى صناع القرار في الترجي منح الفرصة كاملة لمعين الشعباني هذا المدرب الشغوف الطموح كي يتحول من المدرب المساعد إلى المدرب الأول. جاء الاختبار الأول حيث كان يتعين على الترجي بقيادة مدربه الجديد الشعباني أن يتجاوز عقبة منافسه الأنغولي بريميرو دي أغوستو ضمن إياب الدور النهائي، وبعد أن انتهت مباراة الذهاب بفوز الفريق الأنغولي بهدف، عرفت مباراة العودة سيناريو دراميا مثيرا للغاية.
فالفريق الأنغولي باغت الترجي بهدف صعب كثيرا المهمة، ثم رد الترجي بهدفين لكن المنافس أصر على تعقيد المهمة بتسجيل هدف ثان، إلا أن تلك الشخصية المؤثرة للمدرب الشعباني ألهبت حماس اللاعبين فحول الترجي الخروج المحتوم إلى فوز كبير وتأهل مثير إلى المباراة النهائية.
جاءت موعد المباراة النهائية التي وضعت الترجي في مواجهة “عملاق” الكرة الأفريقية الأهلي المصري، كان الجميع يتوقع أن يواصل الفريق المصري فرض هيمنته المستمرة على حساب الترجي خاصة وأنه حسم أغلب المواجهات الأخيرة بين الفريقين بملعب رادس لفائدته، وآخرها الفوز في مباراة دور المجموعات في نسخة العام الماضي. خاض الفريقان مباراة الذهاب بملعب برج العرب بمصر وحسمها الأهلي بثلاثية مقابل هدف وحيد، بعد مباراة أثارت الكثير من اللغط، حينها أجمع شق كبير من أحباء الترجي على أن المهمة ستكون شبه مستحيلة في مباراة العودة، لكن الشعباني وحده كان واثقا من قلب المعطيات.
وفي هذا السياق أوضح في تصريحه لـ”العرب” قائلا “كنت أدرك جيدا أن مستوى الترجي يخول له تحقيق الفوز بفارق أكثر من هدفين في مباراة الإياب، فما قدمه خلال مباراته الأولى جعلني أتأكد أن فريقي لديه كل القدرات التي تساعده على الظفر باللقب، كانت مهمتي هي تحفيز اللاعبين ودعمهم معنويا”.
كان الشعباني محقا فيما أكده، فمجريات مباراة العودة أثبتت أن الفريق كان الأقوى والأفضل، لقد خاض اللاعبون “مباراة العمر” وقدموا أفضل ما لديهم، وهنا يمكن أن نفهم قيمة العمل المنجز من قبل الجهاز الفني بقيادة الشعباني الذي نجح في إذكاء حماس لاعبيه بشكل لا يصدق، لقد كان قربه من منهم وشخصيته المؤثرة دور فعال في تطوير أداء الترجي خلال حيز زمني قصير. لقد أثبت أن النجاح لا يتطلب بالضرورة خبرة السنوات الطويلة في عالم التدريب بما ما يتطلب وجود شخصية تتميز بكاريزما وطموح فياض للوصول نحو الغايات والأهداف.
مراد البرهومي / كاتب صحافي تونسي