وديتا العراق وكرواتيا أفضل اختبار لنسور قرطاج، وألان جيراس متفائل بوضعية ركائز المنتخب خاصة أن أغلب المحترفين يمرون بفترات جيدة وإيجابية.
قبل أقل من شهر من بدء تحضيرات منتخب تونس لموعد كأس أمم أفريقيا تسود حالة من الارتياح والتفاؤل لدى القائمين على شؤون منتخب “نسور قرطاج”، ويعود السبب في ذلك أساسا إلى برمجة استعدادات مثالية إضافة إلى تحسن أداء بعض الدوليين وهو ما سيعود بالنفع على المنتخب التونسي.
تونس - حرصت الجامعة التونسية لكرة القدم على ضمان أوفر حظوظ النجاح أمام “نسور قرطاج” حتى تكون المشاركة التونسية المرتقبة في أمم أفريقيا المقرر إقامتها بمصر من 21 جوان إلى 19 جويلية متميزة وناجحة.
وفي بادئ الأمر وقع التعاقد مع مدرب خبير بمثل هذه البطولات، إذ وقع مع موفى العام الماضي عندما ضمن المنتخب التونسي تأهله إلى النهائيات التعاقد مع الفرنسي ألان جيراس الذي سبق له الإشراف على عدد كبير من المنتخبات الأفريقية وكان له شرف الوصول إلى المربع الذهبي مع المنتخب المالي.
هذا الفني بدأ عمله بخطى ثابتة حيث حرص على توسيع قاعدة المنتخب ومنح الفرصة لعدد من اللاعبين الجدد لكنه لم يغير أبدا في قوام المنتخب وحافظ على كل اللاعبين الركائز.
لم يتغير أسلوب لعب المنتخب التونسي بإشراف هذا الفني، حيث ظهر المنتخب بأداء جيد في المباراتين السابقتين ضد منتخبي إسواتيني والجزائر خلال شهر مارس الماضي، بيد أن الطموح التونسي يقضي بضرورة المراهنة بجدية على اللقب القاري وبالتالي إعداد منتخب قوي وجاهز من جميع الجوانب.
وفي هذا السياق بدأ اتحاد الكرة منذ فترة يخطط ويضبط برنامج التحضيرات التي تسبق الحدث القاري، حيث وقع التواصل مع عدد من الاتحادات الكروية الأخرى وفي نهاية المطاف تم الإفصاح عن جدول المباريات الودية التي سيخوضها منتخب تونس خلال الأيام الأخيرة التي تسبق موعد بداية البطولة.
ويتضمن برنامج تحضيرات “نسور قرطاج” ثلاث مباريات ضد منتخبات من ثلاث قارات مختلفة، حيث ستكون ضربة بداية الاختبارات الودية ضد المنتخب العراقي يوم 7 جوان القادم بملعب رادس في تونس، قبل أن تتوجه بعثة المنتخب التونسي إلى كرواتيا لملاقاة وصيف بطل العالم في النسخة الأخيرة يوم 11 من الشهر ذاته، وهو اختبار قوي للغاية ومهم كثيرا نظرا لأهمية المنافس ومكانته دوليا.
أما اللقاء الودي الثالث والأخير فقد وقعت برمجته ضد منتخب بوروندي يوم 17 جوان بالعاصمة تونس، وقد وقع الاختيار على هذا المنتخب لكونه ضمن مشاركته في النهائيات ولأن أسلوب لعبه يشبه أسلوب لعب أغلب منتخبات الصف الثاني في القارة السمراء. علما وأن المنتخب التونسي سيخوض نهائيات أمم أفريقيا ضمن مجموعة متوازنة تضم منتخبات مالي وموريتانيا وأنغولا.
وقد أعرب مدرب المنتخب التونسي ألان جيراس عن اقتناعه ببرنامج المباريات الودية قائلا في هذا السياق “ربما لا يمكن إيجاد أفضل من هذه المباريات الودية قبل الموعد القاري، سنخوض مباراة قوية ضد أحد المنتخبات الآسيوية القوية، وسنلاقي المنتخب الكرواتي الذي بلغ نهائي كأس العالم كما سيكون لنا موعد ضد أحد المنتخبات المشاركة في النهائيات، هذه المباريات ستساعدنا كثيرا على القيام بتحضيرات جيدة”.
من جهته عبّر وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم عن رضاه بخصوص البرنامج المخصص لتحضيرات “نسور قرطاج”، مشيرا، “يمكن القول إن الجامعة وفقت في برمجة مباريات ودية جيدة، أعتقد أن خوض ثلاث وديات في حيز زمني قصير سيعود بالنفع على المنتخب ويجعله في أفضل حالاته قبل بدء المشاركة في البطولة القارية”.
ومن حق المدرب الفرنسي ألان جيراس أن يكون مرتاحا ومتفائلا للغاية بخصوص قدرة المنتخب التونسي على ضمان مشاركة متميزة خلال نهائيات أمم أفريقيا، وقد يكون بمقدور هذا المنتخب الوصول إلى المربع الذهبي على أقل تقدير نظرا لوجود عدة معطيات مساعدة.
فالبطولة القارية الحالية ستكون تاريخية لكونها ستعرف لأول مرة مشاركة 24 منتخبا عوضا عن 16 فقط، وهو ما يتيح فرصة أكبر للمنتخب التونسي من أجل التألق، إضافة إلى ذلك تبدو القرعة متوازنة وقد تخدم كثيرا مصلحة هذا المنتخب الذي يعتبر من أكثر المنتخبات مشاركة في هذه البطولة التي لم يغب عنها منذ سنة 1994.
بيد أن الأمر الذي يدفع الفني الفرنسي وكافة مكونات المعسكر التونسي إلى التفاؤل يتعلق بوضعية ركائز المنتخب التونسي في الظرف الراهن، ذلك أن أغلب المحترفين خارج تونس يمرون بفترات جيدة وإيجابية.
ففي الدوري المصري برز لاعب الأهلي علي معلول بشكل لافت في المباريات المحلية الأخيرة وسجل بعض الأهداف التي جعلته عنصرا مؤثرا للغاية في تشكيلة فريقه الذي اقترب من التتويج المحلي، كما ساهم حمدي النقاز كثيرا في وصول فريقه الزمالك إلى نهائي كأس الكنفيدرالية بعد إزاحة فريقه السابق النجم الساحلي.
وبلا شك ستفيد انتعاشة هذا الثنائي الذي ينشط في الدوري المصري المنتخب التونسي خلال الموعد القاري في انتظار اكتمال جاهزية فرجاني ساسي نجم الزمالك الذي سيعود قريبا للملاعب بعد أن خضع لتدخل جراحي لن يحول دون مشاركته في الكأس الأفريقية.
أما في الدوري الفرنسي فإن نجم نادي سانت إتيان وهبي الخزري يعيش أحلى فتراته بعدما قدم عروضا قوية للغاية في المباريات الأخيرة ويسير بخطى ثابتة نحو قيادة فريقه لضمان مشاركة أوروبية الموسم المقبل.
وفي الدوري الفرنسي يواصل بسام الصرارفي ظهوره مع نادي نيس بشكل مميز وكذلك الثنائي أسامة الحدادي ونعيم السليتي مع نادي ديجون مما يوفر ضمانات إضافية إلى الجهاز الفني التونسي كي يختار أكبر عدد ممكن من اللاعبين المحترفين.
مراد البرهومي
كاتب صحافي تونسي
