الجزائر أمام تحدي فرض الهيبة ضد غينيا ومالي للانفراد بالصدارة.
تشهد منافسات المجموعة السادسة من بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم بالكاميرون مواجهة عربية بنكهة أفريقية خالصة يتنافس خلالها منتخبا تونس وموريتانيا اليوم الأحد على بطاقة التأهل إلى الدور الـ16، فيما تمني الجزائر بطلة النسخة الماضية النفس بتصحيح المسار وفرض هيبتها خصوصا بعد تعادلها في اللقاء الأول أمام سيراليون.
ليمبي (الكاميرون) - يسعى منتخبا تونس وموريتانيا لاجتياز الكبوة التي تعرضا لها في أولى لقاءاتهما بمرحلة المجموعات لبطولة كأس الأمم الأفريقية عندما يلتقيان الأحد في مواجهة عربية بالجولة الثانية للمجموعة السادسة في المسابقة القارية التي تشهد لقاء آخر بين منتخبي مالي وغامبيا.
ومن جهته يتطلع منتخب الجزائر إلى تحقيق انتصاره الأول في النسخة الحالية عندما يواجه منتخب غينيا الاستوائية في الجولة الثانية بمباريات المجموعة الخامسة التي تشهد مواجهة أخرى بين منتخبي كوت ديفوار وسيراليون.
وبالعودة إلى المجموعة السادسة فقد تلقى منتخب تونس خسارة مثيرة للجدل 0 - 1 أمام نظيره المالي في مباراته الافتتاحية بالمجموعة، فيما خسر المنتخب الموريتاني بالنتيجة ذاتها من منتخب غامبيا ليظلا بلا رصيد من النقاط، وهو ما يزيد من أهمية مباراتهما حيث يأمل كل فريق في حصد النقاط الثلاث للتمسك بآماله في التأهل للأدوار الإقصائية.
ويصعد إلى دور الـ16 متصدر ووصيف كل مجموعة من المجموعات الست بالدور الأول للبطولة بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات حاصلة على المركز الثالث.
وكانت مباراة تونس ومالي محور حديث البطولة بعدما أطلق الحكم الزامبي جاني سيكازوي الذي أدار المباراة صافرة النهاية بعد مرور 86 دقيقة فقط من عمر اللقاء قبل أن يعدل عن قراره وسط احتجاجات من جانب الطاقم الفني للمنتخب التونسي، واستأنف المباراة من جديد، غير أنه فاجأ الجميع مرة أخرى بإنهائه المباراة قبل عدة ثوان على انتهاء الوقت الأصلي، دون الإعلان عن الوقت المحتسب بدلا من الضائع، وترك أرض الملعب وسط احتجاجات من لاعبي ومسؤولي منتخب تونس.
ورفض المنتخب التونسي استكمال المباراة تحت قيادة الحكم الرابع الأنغولي هيلدر مارتينز دي كارفاليو، الذي عاد إلى أرض الملعب برفقة لاعبي مالي، حيث طالب مسؤولوه بإعادة المباراة غير أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) اعتمد في النهاية فوز المنتخب المالي باللقاء.
وواصل سوء الحظ ملازمته لمنتخب تونس الذي أهدر نجمه المخضرم وهبي الخزري ركلة جزاء في لقاء مالي بعدما أصيب ستة من لاعبيه بفايروس كورونا حسبما أعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم على حسابه بموقع فيسبوك.
ويفتقد منتخب تونس إلى خدمات أسامة الحدادي ونعيم السليتي ويوهان توزغار ومحمد دراغر وعصام الجبالي وديلان براون بعد ثبوت إصابتهم بمرض كوفيد – 19 في ضربة قوية لمنتخب “نسور قرطاج” الذي يطمع في الحصول على لقبه الثاني في البطولة التي توج بها عام 2004 على ملاعبه.
ورغم ذلك أبدى بلال العيفة لاعب المنتخب التونسي تفاؤله بتخطي عقبة منتخب موريتانيا رغم الصعوبات التي يواجهها فريقه في البطولة. وصرح العيفة لحساب اتحاد الكرة التونسي على فيسبوك “ينبغي علينا نسيان ما جرى في لقاء مالي والاستعداد لمواجهة موريتانيا التي لن تكون سهلة في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها”.
وأضاف لاعب منتخب تونس “يتعين علينا التركيز وأن نتحلى بالحذر من أجل الفوز. نعلم نقاط القوة والضعف لدى منتخب موريتانيا، ومستعدون جيدا للقاء”. وأشار العيفة إلى أنه “رغم الغيابات التي نعاني منها إلا أن الفريق جاهز تماما لتلك المواجهة من أجل رسم الفرحة مجددا على وجوه الشعب التونسي”.
أما منتخب موريتانيا، الذي يشارك للمرة الثانية على التوالي في أمم أفريقيا، فيحلم بتحقيق انتصاره الأول على نظيره التونسي في تاريخ مواجهاتهما الرسمية التي بدأت قبل أكثر من 36 عاما.
ومن ناحية أخرى يأمل منتخبا مالي وغامبيا في حجز مقعد بدور الـ16 للبطولة دون انتظار ما سوف تسفر عنه الجولة الأخيرة بعد بدايتهما الموفقة بالجولة الافتتاحية في المجموعة.
وفي المجموعة الخامسة التي تلعب مبارياتها الأحد أيضا يتصدر منتخب كوت ديفوار ترتيب المجموعة برصيد ثلاث نقاط، عقب فوزه 1 – 0 على غينيا الاستوائية (متذيل الترتيب) في الجولة الأولى الأربعاء الماضي فيما يتقاسم المنتخب الجزائري (حامل اللقب) المركز الثاني مع نظيره السيراليوني برصيد نقطة واحدة.
وظهر منتخب الجزائر الفائز بالبطولة عامي 1990 و2019 بشكل هزيل للغاية أمام منتخب سيراليون وهو ما دفع مدربه المحلي جمال بلماضي إلى الاعتذار لمحبي الكرة الجزائرية عن هذا الأداء الباهت.
وأكد بلماضي في تصريحات لوسائل الإعلام عقب مواجهة سيراليون أن منتخب الجزائر كان بإمكانه التسجيل لكنه عجز عن القيام بذلك، مضيفا أنه لم يقدم ما كان ينبغي عليه أن يقدمه، ليمنح منافسه الكثير من الثقة.
ويرغب منتخب الجزائر في مواصلة مطاردة نظيره الإيطالي صاحب الرقم القياسي العالمي كأكثر المنتخبات تجنبا للخسارة في مباريات متتالية، بعدما حافظ بطل أفريقيا على سجله خاليا من الهزائم في 35 لقاء متتاليا بمختلف البطولات، ليصبح على بعد مباراتين فقط من معادلة رقم المنتخب الأزرق المتوج بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) في الصيف الماضي.
وتعززت صفوف منتخب الجزائر بعودة مجموعة من نجومه بعدما غابوا عن لقاء سيراليون في مقدمتهم إسماعيل بن ناصر وآدم وناس، لاعبي ميلان ونابولي الإيطاليين على الترتيب، وهو ما يمثل إضافة قوية للغاية إلى الفريق الذي جاءت جميع اختبارات فايروس كورونا التي أجراها لاعبوه سلبية.
وفي اللقاء الآخر يتطلع منتخب كوت ديفوار الذي حمل كأس البطولة عامي 1992 و2015 إلى حسم تأهله إلى دور الـ16 مبكرا دون انتظار لقائه في الجولة الأخيرة ضد نظيره الجزائري، من خلال الفوز على منتخب سيراليون خاصة بعد قوة الدفع التي حصل عليها عقب تغلبه على غينيا الاستوائية في مستهل مبارياته بالمجموعة.
وسيتعين على المنتخب الإيفواري اختراق الحصون الدفاعية السيراليونية ومحاولة هز شباك حارس مرماه الشاب محمد نباليي كامارا الذي فاز بجائزة رجل مباراة سيراليون والجزائر بفضل تصدياته الرائعة خلال اللقاء، حيث أثار تعاطف الكثيرين معه بعد انهياره بالبكاء أثناء تسلمه الجائزة تكريما لأدائه البطولي طوال اللقاء.