ما بدا في البداية كخلاف تقليدي بين جامعة كرة القدم وإدارة الترجي الرياضي التونسي، قد تطور في الفترة الأخيرة إلى حدود لا عودة فيها. فصراع الديون والتبادل الحاد للاتهامات بات جزءاً من الصرخات المتبادلة بين الطرفين، حيث تشير الأحداث الأخيرة إلى اعتبارهما أطرافاً متنافسة بدلاً من أن تكون العلاقة ما بين نادٍ وجامعة.
الخلاف بين جامعة كرة القدم برئاسة وديع الجريء وإدارة الترجي برئاسة حمدي المدب، لم يعد يمكن تجاوزه بسهولة. ربما كانت العلاقات بين الجانبين تتذبذب بين الود والتوتر على مر السنوات السابقة، ولكنها لم تشهد مستوى التصاعد الذي وصلت إليه في السنة الأخيرة.
التصاعد بدأ من تأكيدات إدارة الترجي حول استيائها من الروزنامة التي اعتمدتها جامعة كرة القدم للبطولة. وكذلك ظهور تصريحات تلمح إلى سعي الجامعة لتعطيل مشاركة الفريق الإفريقية. إلى جانب ذلك، تعزز الأمور بوجود تصريحات من قبل أطراف مرتبطة بالترجي تتهم الجامعة بالعمل على تسهيل فوز النجم الساحلي بلقب بطولة الموسم الماضي، مما ينمّ عن تدخل الجامعة في قضايا الأندية ومساوئمتها.
الصراعات الناتجة عن هذه التصريحات والتبادلات المثارة تظهر ضعف العلاقة بين الجانبين، حيث يبدو أن الحرج أصبح واضحاً عليهما. الجامعة تريد تطبيق مبادئ العدالة والمساواة بين جميع الأندية، في حين تعتبر إدارة الترجي أن مسار الأمور انحرف من طريق العدالة.
هذا الصراع ليس فقط بين نادٍ وجامعة، بل يعكس واقع الكرة التونسية بشكل عام. العلاقات المعقدة والمشكلات المتفاقمة داخل إدارات الأندية والهيئات الرياضية تؤكد على الحاجة الملحة لإصلاح وتحسين بيئة الرياضة في البلاد.
هذا الصراع ليس مجرد خلاف بين فريق وجامعة، بل هو انعكاس لأوضاع أعمق في الرياضة التونسية. من الواضح أن الجانبين خرجا عن السيطرة، والتصاعد المستمر للتوتر يؤكد ضرورة وجود حلول جذرية لتصحيح الوضع وتحسين علاقة الجامعة بالأندية وتعزيز شفافية العمل.