تتصاعد الانتقادات والاعتراضات من أعلى مستويات كرة القدم الأوروبية تجاه بطولة مونديال الأندية الجديدة، حيث أعرب رئيس رابطة الدوري الإسباني (الليغا)، خافيير تيباس، عن موقفه الرافض للبطولة بشكل حاد، مؤكدًا أن البطولة تتعارض مع مصلحة الأندية الكبرى وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) غير قادر على تلبية التزاماته تجاه الفرق المشاركة.
مقالات ذات صلة:
تحذير: معلومات غير مؤكدة حول جوائز مونديال الأندية
كأس العالم للأندية مهددة بالإلغاء: هل يخفق الفيفا في تحقيق طموحاته المالية؟
فيفا يعلن عن سوق انتقالات استثنائي للأندية المشاركة في كأس العالم للأندية 2025
الجميع ضد البطولة.. ومصلحة الأندية في خطر
صرّح تيباس خلال مؤتمر صحفي مثير بأن "الجميع ضد مونديال الأندية"، مشيرًا إلى أن أغلب الأندية الكبرى في أوروبا تشعر بعدم الارتياح تجاه المشروع الجديد، الذي يراه عبئًا إضافيًا على أجندة المباريات المكتظة بالأصل. وقال تيباس: "هذه البطولة تهدد باستنزاف الفرق وتثقلها بمباريات جديدة في وقت لا تحتمل فيه الأندية خسارة المزيد من الجهد والموارد."
تشكيك في التزام الفيفا تجاه الفرق الكبرى
وأضاف رئيس الليغا بلهجة حاسمة أن الفيفا "لن تستطيع الوفاء بوعودها تجاه الفرق الكبرى، سواء من حيث التنظيم أو التعويضات المالية الموعودة". وأشار إلى أن الوعود التي يقدمها الفيفا تبدو غير واقعية في ضوء الازدحام الحالي لمواعيد المباريات، والتحديات المالية التي تواجهها بعض الأندية حتى قبل إضافة المزيد من البطولات. ويرى تيباس أن الفيفا لا يأخذ بعين الاعتبار الضغط الهائل الذي تتعرض له الفرق ولا يتعاطى بشكل كافٍ مع تأثير هذه البطولة على أداء اللاعبين وعلى الصحة العامة للأندية.
دعوة إلى إعادة النظر أو الإلغاء
وبينما يستمر الفيفا في الترويج للبطولة كخطوة جديدة في تعزيز عالمية كرة القدم، أصر تيباس على موقفه داعيًا إلى إلغاء البطولة بالكامل، قائلاً: "من الأفضل إلغاء البطولة على إجبار الأندية على تحمّل مزيد من الأعباء غير المجدية." وأكد أن الاتحاد الدولي يجب أن يركز على تحسين البطولات الحالية وتقديم الدعم اللازم للأندية عوضًا عن إضافة بطولات جديدة قد تزيد من تعقيد المشهد الكروي وتؤثر سلبًا على شعبية كرة القدم.
موقف الأندية الكبرى وتزايد الضغوط على الفيفا
تشير التقارير إلى أن تيباس ليس الوحيد المعارض للبطولة؛ فعديد من الأندية الكبرى في أوروبا، مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد، أعربت عن مخاوفها بشأن التزاماتها الإضافية والضغوط المالية والتنظيمية الناجمة عن هذه البطولة. ومن المحتمل أن يتفاقم هذا الخلاف إذا استمرت الفيفا في تجاهل تحذيرات الأندية والروابط الكروية المختلفة.
الفيفا أمام تحدٍ حقيقي.. بين الرفض الأوروبي والجماهيرية العالمية
يقف الفيفا اليوم أمام معضلة حقيقية: تحقيق التوازن بين طموحاته العالمية والمعارضة الصريحة من أبرز الأطراف في كرة القدم الأوروبية. ومهما كانت الخطوة القادمة، فإن الجدل حول مونديال الأندية لن يكون سوى بداية لسلسلة من التحديات التي سيتعين على الاتحاد الدولي مواجهتها في سبيل الحفاظ على توازن عالمي في كرة القدم.