في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز العدالة داخل المستطيل الأخضر وتقليل الجدل التحكيمي، وافق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) على سلسلة من التعديلات المهمة في قوانين التحكيم، والتي ستدخل حيز التنفيذ رسميًا بداية من بطولة كأس العالم للأندية 2025، مع تعميمها على جميع المسابقات الكروية انطلاقًا من موسم 2025/26.
مقالات ذات صلة:
جدل تحكيمي قبل قمة النادي الصفاقسي والنادي الإفريقي.. والإدارة الوطنية تردّ
الملعب التونسي والترجي يطالبان بتحكيم أجنبي لقمة البطولة
هل من العدل أن يشرف أجنبي على التحكيم التونسي؟: تساؤلات حول التركيبة الجديدة للإدارة الوطنية للتحكيم
أسباب التعديلات ودوافعها
جاءت هذه التعديلات بعد تجارب أجراها المجلس في بطولات مختلفة، أثبتت أن بعض الممارسات داخل الملعب، مثل إضاعة الوقت والاحتجاجات العنيفة على الحكام، تؤثر سلبًا على سير المباريات وتخلق حالة من الفوضى تؤثر على متعة الجماهير وسلاسة الأداء التحكيمي. وبالتالي، تسعى "فيفا" و"IFAB" إلى فرض إجراءات تنظيمية جديدة للحد من هذه الظواهر وتعزيز احترام القانون داخل اللعبة.
التعديلات الجديدة وأهميتها
🔷 احتساب ركلة ركنية ضد الحارس عند الاحتفاظ بالكرة لأكثر من 8 ثوانٍ
في السابق، كان القانون يمنح حراس المرمى 6 ثوانٍ فقط للاحتفاظ بالكرة، وإذا تجاوزوا هذا الحد، يتم احتساب ضربة حرة غير مباشرة داخل منطقة الجزاء.
القانون الجديد يرفع المهلة إلى 8 ثوانٍ، لكن العقوبة ستكون أكثر صرامة، حيث سيتم منح الفريق المنافس ركلة ركنية مباشرة بدلًا من ضربة حرة، وهو ما قد يشكل خطرًا هجوميًا أكبر على الحراس الذين يعتمدون على إضاعة الوقت.
تهدف هذه القاعدة إلى منع الحراس من تعطيل اللعب عمدًا، خاصة في الدقائق الأخيرة من المباريات.
🔷 حصر التواصل مع الحكم بقائد الفريق فقط
سيتم منع جميع اللاعبين من مناقشة قرارات الحكم، باستثناء قائد الفريق، وذلك على غرار القاعدة المطبقة في رياضات أخرى مثل الرجبي.
الهدف من هذا التعديل هو تقليل الضغوط على الحكام والحد من الفوضى التي تحدث عندما يحاصر اللاعبون الحكم بعد كل قرار مثير للجدل.
هذه القاعدة طُبقت تجريبيًا في الدوري الإنجليزي الممتاز وبطولة أمم أوروبا 2024، وحققت نجاحًا في ضبط سلوك اللاعبين وتقليل الاعتراضات غير الضرورية.
🔷 إسقاط الكرة: من يحصل عليها؟
بموجب القانون الجديد، إذا تم إيقاف اللعب وكان الفريق مستحوذًا على الكرة، فسيتم منح الكرة للفريق نفسه عند استئناف اللعب.
إذا لم يكن هناك فريق مستحوذ بشكل واضح، سيتم منح الكرة لآخر فريق لمسها قبل التوقف.
الهدف من هذا التعديل هو تجنب التلاعب أو الاستفادة غير العادلة من إسقاط الكرة، وضمان استمرارية عادلة للعب.
🔷 لمس الكرة من قبل الأشخاص خارج الملعب
إذا لمس أحد أعضاء الجهاز الفني، لاعب بديل، أو لاعب مطرود الكرة بعد خروجها من الملعب دون نية واضحة للتأثير على اللعب، فسيتم احتساب ضربة حرة غير مباشرة فقط، دون أي عقوبة تأديبية.
هذا التعديل يمنع العقوبات المفرطة على حالات لا تؤثر بشكل مباشر على سير اللعب.
🔷 إلزام الحكام بالإعلان عن قرارات "الفار" بشكل واضح للجماهير
بات الحكام ملزمين بتوضيح أسباب قراراتهم بعد مراجعة تقنية الفيديو (VAR) عبر ميكروفونات الملعب، بحيث يفهم اللاعبون والمشجعون تفاصيل القرار.
هذه القاعدة تهدف إلى زيادة الشفافية وتقليل الجدل حول قرارات التحكيم، خاصة في المباريات التي تشهد قرارات حاسمة بناءً على تقنية "الفار".
تأثير التعديلات على كرة القدم
✅ تحسين الانضباط داخل الملعب: التعديلات ستحد من الفوضى التي تحدث عند اتخاذ قرارات تحكيمية حاسمة، مما يمنح الحكام فرصة لإدارة المباريات بأريحية أكبر.
✅ تقليل إضاعة الوقت: تعديل عقوبة الاحتفاظ بالكرة من قبل الحراس سيدفع الفرق إلى اللعب بشكل أسرع، مما يزيد من متعة المشاهدة ويحد من ظاهرة تضييع الوقت التي تُفسد المباريات.
✅ زيادة الشفافية في التحكيم: الإعلان عن قرارات "الفار" بشكل علني سيساعد في تقليل الجدل التحكيمي، خاصة في الحالات التي تؤثر على نتيجة المباريات.
✅ ضبط سلوك اللاعبين: منع اللاعبين من الاعتراض على الحكم باستثناء القائد سيؤدي إلى زيادة الانضباط وتقليل المشاحنات داخل الملعب.
التعديلات الجديدة تعكس توجه "فيفا" و"IFAB" نحو تطوير كرة القدم وجعلها أكثر انضباطًا وشفافية، وهو ما سيسهم في تحسين التجربة للجماهير واللاعبين والحكام على حد سواء. ومع دخول هذه القوانين حيز التنفيذ في كأس العالم للأندية 2025، سيترقب عشاق اللعبة مدى تأثيرها على سير المباريات، وما إذا كانت ستحقق الهدف المرجو منها في جعل كرة القدم أكثر عدالة وإثارة.