في تصريح جريء أطلقه جمال الحيمودي، المشرف العام على قطاع التحكيم في تونس، خلال برنامج "ريكاب سبور" مساء الخميس 10 أفريل 2025، فجر الحيمودي مفاجأة لم تكن في الحسبان. فقد كشف عن معلومات حاسمة قد تغير من نظرة الشارع الرياضي التونسي إلى أداء الحكام الأجانب في البطولة. حيث أكد أن الحكام الأجانب ارتكبوا أخطاء أكثر من نظرائهم التونسيين في الجولات الخمس الأخيرة، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى جدوى استقدام حكام خارجيين من أجل إدارة المباريات.
مقالات ذات صلة:
مونديال الأندية 2025: حكام مزوَّدون بكاميرات جديدة واحتساب قاعدة لمواجهة إهدار الوقت
مراد الدعمي بين الاستقالة والإقالة: هل انتهى دوره في منظومة الحكام؟
نهائيات أمم إفريقيا للمحليين 2025: تونس خارج المنافسة وثلاثة حكام ضمن القائمة الرسمية
الانتقادات الموجهة للأجانب
على الرغم من الكلفة الباهظة التي يتم دفعها لاستقدام الحكام الأجانب – والتي تتراوح حول 10 آلاف دولار للمباراة – تبين أن الأداء لم يكن على قدر التوقعات. الحيمودي أوضح أن الحكام الأجانب كانوا أكثر عرضة للأخطاء التحكيمية مقارنة بالحكام المحليين، وهو ما يضع علامات استفهام حول مبررات استقدامهم من الأساس. فهل فعلاً الأجانب أكثر كفاءة، أم أن تكاليف استقدامهم أصبح مجرد عبء إضافي على الأندية والاتحاد التونسي لكرة القدم؟
تكلفة باهظة مقابل نتائج مشكوك فيها
ومن الغريب أن هذه الأخطاء من الحكام الأجانب تأتي في وقت تتجه فيه الأنظار نحو تحكم تقنية الفيديو "الفار" في مصير المباريات. لكن، رغم تلك التكنولوجيا المتقدمة، لم يتمكن الحكام الأجانب من تفادي الأخطاء الفادحة في بعض القرارات. وهذا يعيد فتح النقاش حول ما إذا كانت تلك التكلفة الكبيرة تُصرف بشكل صحيح، أم أن الأفضلية يجب أن تُعطى للحكام المحليين الذين يعرفون ظروف المباريات عن كثب.
التصريحات غير المريحة للأندية
تصريحات الحيمودي تأتي في وقت حساس حيث تواصل الأندية التونسية مطالبتها بالعدالة التحكيمية، وبالأخص في المباريات الحساسة. الحيمودي أكد أنهم استمعوا لممثلي الأندية حول هذا الموضوع، وأن الاجتماع كان مخصصًا لتسليط الضوء على الأخطاء التي أثرت في نتائج المباريات. فهل ستكون هذه التصريحات بداية لتغيير في استراتيجية استقدام الحكام الأجانب؟ وهل ستواصل الأندية التونسية الدفع من أجل الحصول على حكم أجنبي بعد هذه الانتقادات؟
دربي العاصمة تحت الأنظار
في خطوة مثيرة، كشف الحيمودي عن استقدام حكم أجنبي لإدارة دربي العاصمة بين النادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي، وهو اللقاء المنتظر في الجولة 27 من البطولة التونسية. ورغم تعيين حكم أجنبي لهذه المباراة الكبرى، تظل التساؤلات قائمة حول مدى تأثير الحكام الأجانب على سير مثل هذه المباريات المصيرية.
دعوة لتغيير النظرة نحو التحكيم الأجنبي
تصريحات الحيمودي تفتح باب النقاش حول تكلفة استقدام الحكام الأجانب مقابل الأخطاء التي قد تؤثر على نتائج المباريات، كما تثير تساؤلات حول مدى نجاح سياسة التحكيم الأجنبي في تونس. قد يكون من الضروري إعادة النظر في هذا الملف والبحث عن حلول بديلة تدعم الحكام المحليين وتقلل من الأعباء المالية التي تتحملها الأندية.