من جديد طفت على السطح مخاوف العلماء من خطورة العشب الصناعي الذي يكسو ملاعب كرة القدم عل صحة الإنسان في ظل العديد من الدراسات التي ربطت بين هذا النوع من الملاعب والإصابة بالسرطان.

ويكمن سبب هذه المخاوف من مطاط السيارات الذي يقبع تحت شعيرات العشب والذي يعتبره البعض مادة مسرطنة.

تجدد المخاوف جاء بعدما قرر 12 نادياً لكرة القدم للهواة في هولندا عدم استخدام الملاعب ذات العشب الصناعي.

وكانت صحيفة "تيلجراف" البريطانية نشرت في فبراير عام 2016 قصة لويس ماجوري البالغ من العمر 18 عاما والذي أُصيب فجأة بمرض سرطان الغدد اللمفاوية، حيث قام والده نيجل بإعادة نشر النظرية التي تؤكد أنّ العشب الصناعي مسبب للسرطان وهوالمسؤول عن إصابة ولده بهذا المرض.

وتصنع الطبقات الثلاث الصناعية التي يتكون منها العشب الصناعي من خلال زرع شعيرات "السنثتك" الخضراء في طبقة من الرمل، وتدعم الشعيرات بعد خلط الرمل بطبقة من مطالط الكرومبو وهي حبيبات مستخلصة من إطارات السيارات المستعملة. وهي الحبيبات التي يعتقد أنها سبباً في إصابة ماجوري.

لكن سيل الاتهامات المرعبة يرجع لتواريخ أقدم، ففي عام 2006، قيمت دراسة نرويجية مخاطر استخدام حبيبات الاطارات المطاطية المستعملة لصناعة العشب الصناعي، وخلصت الدراسة الى أنّ طيف المكونات الداخلة في صناعة النجيل الصناعي له آثار غير مضمونة على الصحة البشرية.

وفي عام 2008 كشف عالم من ولاية مشيجان الأمريكية عن وجود مواد كيمياوية ضارة في العشب الصناعي، كما كشفت التحليلات عن وجود خيوط من الزرنيخ والكروم والرصاص.

وفي عام 2013 كشفت صحيفة هولندية أن استخدام إطارات السيارات المعاد تصنيعها لإنتاج أرضيات الملاعب يحمل في طياته أخطارا غير منظورة قد تصيب اللاعبين وحتى الأطفال المترددين على تلك الملاعب، مؤكدة على ضرورة الالتفات جدياً لهذا الموضوع.

في المقابل يدافع آخرون عن الملاعب ذات العشب الصناعي، ومنهم اريك أودونيل المدير العام لشركة التأمين الرياضية "سبورتس لابس" والذي قال إن أيا من الدراسات التي أشارت إلى احتمال وجود علاقة بين حبيبات المطاط وبين مرض السرطان الذي تسببه المواد الكيماوية في الحبيبات، لم تقدم دليلا قطعيا على وجود خطر في استخدام حبوب المطاط المعاد تصنيعها على صحة وحياة المستخدمين.

وأكد أودنيل أن العشب الصناعي خضع لاختبارات صعبة ودقيقة قبل وضعه في التداول، وثبت أنه آمن ومقاوم ولا يحتوي على مركبات أو مواد من شأنها الضرر بصحة الإنسان.