الاتحاد الأفريقي ومجموعة إيكواس يؤكدان إنهما لن يعترفا اعتبارا من الخميس إلا ببارو رئيسا لغامبيا.
بانجول - يصر الرئيس الغامبي، يحيى جامع، الذي انتهت ولايته، الخميس، على التمسك بكرسي الرئاسة بعد فشله في الانتخابات الأخيرة التي كانت نتائجها لصالح مرشح المعارضة آدما بارو، الأمر الذي سرع وتيرة الأحداث حيث تعتزم القوات الأفريقية التدخل عسكريا لفرض إرادة الشعب الغامبي وإزاحته بالقوة، في حين اختار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز بذل جهود وساطة للتوصل إلى حل سياسي، يأتي ذلك فيما أعلن الرئيس الفائز عزمه أداء اليمين الدستورية من السنغال.
ووصل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز ليل الأربعاء-الخميس إلى السنغال آتيا من غامبيا في إطار وساطة أخيرة، يحاول خلالها إقناع الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحيى جامع بتسليم السلطة لخلفه آداما بارو كي لا تتدخل لإزاحته بالقوة قوات من غرب أفريقيا متأهبة في السنغال.
وبعد وساطة فاشلة قامت بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والتي أرسلت وفدين من قادتها إلى غامبيا في 13 ديسمبر و13 يناير لإقناع جامع بالتخلي عن السلطة، بدأ الرئيس الموريتاني الأربعاء مسعى دبلوماسيا أخيرا لتجنب الحل العسكري.
ووصل ولد عبدالعزيز، مساء الأربعاء، إلى بانجول حيث التقى كلا من جامع والمعارض التاريخي حسين داربو، قبل أن يغادر إلى دكار. ونقل التلفزيون الغامبي الرسمي عن الرئيس الموريتاني قوله إن المحادثات التي أجراها مع جامع تدعوه إلى التفاؤل بإمكانية التوصل إلى حل سلمي للازمة.
واستعدت قوات من دول غرب أفريقيا، الخميس، للتدخل في غامبيا بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس يحيى جامع وانهيار محادثات الليلة الماضية لإقناعه بترك السلطة. ونشرت السنغال المئات من الجنود على حدودها المشتركة مع غامبيا ونشرت نيجيريا طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر، بعد أن قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إنها ستعزل جامع إذا لم يسلم السلطة لمنافسه آداما بارو الذي هزمه في انتخابات أجريت أوائل ديسمبر.
وخيم الهدوء على شوارع بانجول عاصمة غامبيا الليلة الماضية وصباح الخميس، وحلقت طائرات هليكوبتر عسكرية في سمائها وجابت شاحنات الشرطة شوارعها شبه الخالية.
ويواجه الزعيم المخضرم عزلة دبلوماسية شبه كاملة وحكومة أوشكت على الانهيار بسبب استقالات أعضائها. وجاءت أحدث استقالة، الخميس، عندما أعلنت مصادر استقالة نائبة الرئيس من منصبها الذي شغلته منذ عام 1997.
وقال الاتحاد الأفريقي ومجموعة إيكواس إنهما لن يعترفا اعتبارا من الخميس إلا ببارو رئيسا لغامبيا.
وقال حليفا صلاح المتحدث باسم بارو في مؤتمر صحافي، الأربعاء، “هذا عبث… الموقف الواضح هو أن الرئيس المنتخب يجب أن يتولى السلطة في التاسع عشر”.
وأضاف صلاح أن خطط تنصيب بارو في الإستاد الوطني ألغيت، لكنه سيؤدي اليمين في مكان لم يفصح عنه.
وقال دبلوماسيان إنهما يتوقعان أن يؤدي بارو اليمين في سفارة غامبيا في السنغال.
وقال جيش السنغال، الأربعاء، إنه مستعد لعبور الحدود إلى جارته في أي لحظة بعد منتصف الليل ونشرت نيجيريا طائرات في داكار وسفينة تابعة للبحرية في المنطقة.