يواصل نشطاء مكافحة الاحتكار الضغط على السلطات الأمريكية لتطبيق سياسات تفكيك الشركات الكبرى، مشددين على أنه لا توجد شركة "كبيرة للغاية" بحيث لا يمكن تقسيمها. هذا التوجه يأتي بعد مقترح حديث من الحكومة الأمريكية بتفكيك شركة جوجل، التي تقدر قيمتها بنحو 2 تريليون دولار، بهدف إنهاء احتكارها لمحركات البحث عبر الإنترنت.
مقالات ذات صلة:
قريباً.. حكم محكمة العدل الأوروبية في قضيتي التلاعب الضريبي ضد جوجل وآبل
حكم فدرالي يتيح منصات منافسة في متجر غوغل: نكسة للشركة العملاقة
غوغل تضيف خصائص جديدة تعزز الذكاء الاصطناعي في العمل والتعليم
وفقًا لوزارة العدل الأمريكية، تقسيم جوجل قد يكون خطوة حاسمة لتغيير توازن القوى في صناعة التكنولوجيا وإنهاء احتكارها للبحث الرقمي. وتعد هذه الخطوة مشابهة لمحاولات تفكيك مايكروسوفت في أوائل القرن الـ21، والتي فشلت في النهاية، ولكنها لم تكن بقدر ما تمثله جوجل حاليًا، التي تمثل 4% من مؤشر «إس آند بي 500».
ورغم أن الاقتراح لا يزال في مراحله القانونية الأولية، إلا أن القاضي المسؤول عن القضية منح نفسه حتى صيف 2025 لاتخاذ قرار نهائي، وهو ما يجعل معركة جوجل معقدة وطويلة. وفي الوقت نفسه، تجد الشركة نفسها في معركة شرسة مع منافسين يتطلعون إلى السيطرة على السوق بفضل استثماراتهم الكبيرة في الذكاء الاصطناعي.
من جهتها، تستمر جوجل في مواجهة عدد من القضايا القانونية، بما في ذلك دعوى قضائية مرفوعة من شركة "إيبيك جيمز"، بالإضافة إلى قضية احتكار أخرى تتعلق بمزادات الإعلانات الرقمية. هذه المعارك القانونية تزيد من الضغوط على الشركة التي تجد نفسها مجبرة على التنافس بقوة مع شركات ناشئة مثل "أوبن إيه آي" و"أنثروبيك"، التي تحصل على دعم مالي هائل من المستثمرين.
وفي النهاية، قد يؤدي تفكيك جوجل إلى ولادة شركات أصغر حجماً وأكثر مرونة. ولكن، كما هو الحال مع مايكروسوفت، فإن هذه المعارك قد تستنزف موارد الشركة وتؤخر قدرتها على الابتكار، مما قد يعطي منافسيها فرصة للتفوق.