الشركة الاسرائيلية تعمل على "توفير الحكومة المختصة والشرعية بتكنولوجيا تسمح لها بمحاربة الارهاب والجريمة"
أكد باحثون أن زرع برنامج تجسس في هاتف "أي-فون" لناشط عربي في الشرق الأوسط دفع الى إجراء تحديث عالمي وشامل لنظام تشغيل آبل.
واستغل برنامج التجسس الذي يرجح أنه اسرائيلي ثلاثة نقاط ضعف غير معروفة في نظام التشغيل آبل ليسيطر بالكامل على جهاز الـ"اي فون"، وفقا لتقارير نشرتها شركة "لوكأوت" لأمن الهواتف الذكية و"سيتيزن لاب" وهي مجموعة مراقبة حول النشاط الالكتروني. وأشار التقريران الى مجموعة "ان اس او" الاسرائيلية كمصدر لبرنامج التجسس.
"هذه أول مرة يتم التعرف على مصدر الخطر"، يقول الباحث مايك موراي من "لوكأوت"، ويضيف إنه أكثر البرامج تطورا على الاطلاق. فيما يؤكد الأستاذ في هندسة البرامج - اريي فان دويرسن إن التقارير ذات مصداقية عالية وإنها مثير للقلق. فيما اعتبر باحثون آخرون إن الحديث يدور عن برنامج خطير جدا يسمح لآخرين بالتحكم بالهاتف والتجسس والاستماع الى المحادثات وقراءة الرسائل وتشغيل الكاميرا ومشاهدة ما تبثه دون معرفة صاحب الهاتف الذكي، وحتى نقل المعلومات الشخصية والصور الكثيرة.
من جانبها قالت آبل في بيان إنها نجحت بتصحيح وتحسين البرنامج وكافة نقاط الضعف التي كشف عنها مباشرة بعد أن علمت بالموضوع.
وكان أحمد منصور وهو ناشط اماراتي مدافع عن حقوق الانسان، قد نبّه "سيتيزن لاب" الى هذا الاختراق من قبل برنامج تجسس بعد تلقيه رسالة غير اعتيادية تعد بالكشف عن معلومات حول التعذيب في السجون الإماراتية، وتضمنت الرسالة رابطا مشبوها في ختامها. لكن منصور الذي عانى الملاحقات والسجون والتعذيب في السجون الاماراتية شك بالموضوع، ولم يفتح الرابط، خصوصا وأنه تعرض سابقا للتجسس، عمليا توجه الى "سيتيزن لاب" ليكتشف أنها المرة الثالثة التي يتعرض فيها لمحاولة التجسس على جهازه.
واكتشف الباحثون أن الحديث يدور عن برنامج متطور جدا، بل إن موراي وصفه بأن الحديث يدور عن "تفكيك قنبلة موقوتة"، مشيرين الى ان مبرمجي برنامج التجسس وضعوا ما يشبه "زر ابادة ذاتية"، وعملوا جاهدين كي عدم يتم اكتشاف البرنامج. وقال الباحث جون سكوت رايلتون "أحمد منصور هو مدافع المليون دولار عن حقوق الانسان" في اشارة الى قيمة المعلومات التي كشف عنها.
من جانبها أكدت الشركة الإسرائيلية التي طوّرت البرنامج - "ان اس او"، إنها لم تكن على علم بحالات محددة، لكنها تعمل على "توفير الحكومة المختصة والشرعية بتكنولوجيا تسمح لها بمحاربة الارهاب والجريمة".
ويثير استخدام على ما يبدو وكالة استخبارات اماراتية لتكنولوجيا اسرائيلية الكثير من التساؤلات حول العلاقة بين البلدين، خصوصا وأنه رسميا لا توجد أي علاقات دبلوماسية بين الامارات واسرائيل. وبشكل خاص من دولة عربية تعمل على التجسس على مواطنيها.
وتسعى اسرائيل الى تحسين علاقاتها بالدول الخليجية وبشكل خاص الامارات والسعودية التي تعتبر من أبرز حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد دعا الدول السنيّة المعتدلة لمحاربة التطرف والارهاب في أكثر من مناسبة، والوقوف الى جانبها في وجه ايران التي يعتبرها خطرا قوميا.
بمساهمة (أسوشييتد برس)