هذه الجدران هي كتابة وشهادة ..لا عن مجرد مكان مهجور بل عن جهة كاملة مهمشة ومنسية ومفقرة .كإمرأة ريفية جميلة ،سلبوا منها حليها وقالوا يكفي جمال عيناها ..
في غابة عين دراهم جندوبة يواصل البناء صموده يخاطب في صمت قلوب وعقول من يمرون عليه مرور الكرام ويرضون العيش جانبه حياة الهوان ..
مشروع كغيره من المشاريع التي تم منحها سنوات خلت ، القروض لإنعاش جهة مهمشة..
سياسة جدية أو مناورة هزليةليس لنا أن نحكم .....لنقل فقط أنها شيك على بياض لصاحبه كي يتحصل على تأشيرة رجل أعمال وقرض وإمتيازات ...
ويترك المكان شاهرا افلاسه ... محافظا على ما اكتنزه في رصيده ليكون رأس مال مشروع ٱخر في جهة أخرى يشد لها شبابنا الرحال للعمل فيها وهو يحملون جنسية "من وراء البلايك " ...
هكذا التنمية في جهتنا مصابة بالانفصام ..لأنها لا تدوم ....ولم تجعل لتدوم وتتطور وتكون جزءا من مخطط كامل ..يحي المطار ويزيد في حركية السياحة وينعش اجتماعيا واقتصاديا العائلات حوله ..
أيا كان الإشكال في هذا البناء قضائي أو عقاري مؤلم أن نرى ما يخلقه الانسان ميتا وسط ما يخلقه الله النابض بالحياة ..
نحن نقبل بكل سرور باقات الورود ملفوفة ونعلم أنها تموت سريعا ..ولا نزرع بذورا ..لتكون أشجارا ذات عروق وأغصان ..