الصفحة 3 من 4
أخونة المجتمع
بالرغم من أنها لم تعلق على الحادثة إلى حد الآن، إلا أنه بات جليا أن حركة النهضة الإسلامية التي تحتفل هذا العام بمرور 40 عاما على تأسيسها وسط غموض يكتنف مستقبلها، أبرز المراهنين على مثل هذه الممارسات للعديد من الاعتبارات.
تاريخيا، راهنت النهضة على الدعوة سواء في المساجد أو غيرها من أجل تعزيز شعبيتها رغم الملاحقات التي كانت تتم لقياداتها التي تسعى لتسريب أفكارها إلى المجتمع بما يخدم مشروعها السياسي الذي يقول منتقدوه إنه يستهدف في نهاية المطاف أخونة المجتمع.
واعتبرت الطرابلسي أن “السياحة الإسلامية تجسد محاولة من محاولات أخونة الدولة، لقد ازدهرت مثل هذه الظواهر منذ قدوم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية إلى تونس في 2011 في سياق ما سمي بالربيع العربي”.
وبالفعل كان الغنوشي الذي يرأس أيضا البرلمان المجمدة أعماله واختصاصاته بقرار من الرئيس قيس سعيد في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، قد دشن في يونيو 2018 “نزلا حلالا” في مدينة الحمامات في خطوة أثارت وقتها سجالات واسعة النطاق.
ويرى مراقبون أن السلطات التونسية كما الكيانات والأشخاص الذين يتبنون فكرا تقدميا سيكونون في مواجهة أفكار سامة نجح الإسلاميون في ترسيخها عبر سنوات من خلال استغلال المساجد والسياحة الإسلامية وغيرها.
وقالت الطرابلسي إن “الإسلاميين تركوا لنا تركة ثقيلة وحملا كبيرا تنوء به الجبال من جهل بالدين ومن تناقض في الخطاب ومن ازدواجية”، مضيفة أن “حادثة السياحة الإسلامية قد تشكل بداية عودة الاستقطاب بين الإسلاميين والعلمانيين في البلاد”.