أعلنت البعثة الأثرية المصرية - الفرنسية المشتركة عن اكتشاف معبد "أفروديت" القديم الذي يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد في منطقة أبو قير بمحافظة الإسكندرية. وقد أثر هذا الاكتشاف بشكل كبير على المجتمع الأثري والتاريخي، حيث يمثل نقطة فارقة في استكشاف العصور القديمة والعمق التاريخي لمصر.
وفي بيان أصدره الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، مصطفى وزيري، تم الإشارة إلى أن البعثة الأثرية اكتشفت المعبد أثناء أعمال التنقيب تحت الماء في مدينة تونيس هيراكليون، التي تقع غارقة بخليج أبي قير بالإسكندرية.
الاكتشاف يتضمن مجموعة من اللقى الأثرية البرونزية والخزفية التي تم استيرادها من اليونان، مما يشير إلى العلاقات الثقافية والتجارية بين مصر واليونان في تلك الفترة الزمنية. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على بقايا لأبنية مدعومة بعوارض خشبية تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، مما يكشف عن الهيكل المعماري والبنية التحتية لتلك الفترة.
يأتي هذا الاكتشاف كجزء من استمرار الأعمال البحرية للبعثة الأثرية والبحث عن مواقع تاريخية تحت الماء في المناطق الساحلية المصرية. وقد كشف الاكتشاف عن أهمية تونيس هيراكليون الغارقة التي كانت فيما مضى أكبر ميناء لمصر على ساحل البحر المتوسط قبل تأسيس مدينة الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد.
مع غرق المدينة بسبب الزلازل التي ضربت المنطقة قديمًا، تحولت إلى مدينة غارقة تحت سطح البحر، ولم تُعرف عنها أي آثار حتى تم اكتشافها مجددًا في العام 2000. والآن، بفضل هذا الاكتشاف الجديد، تظهر أهمية هذه المدينة التاريخية بوضوح أمام العالم.
هذا الاكتشاف يساهم في إثراء المعرفة حول التاريخ المصري القديم ويعزز التفاهم حول العلاقات الثقافية القديمة بين مصر والدول الأخرى. ومن المتوقع أن يعمل الخبراء والعلماء على مزيد من الأبحاث والدراسات لفهم تلك الفترة بشكل أفضل والكشف عن المزيد من الأسرار التاريخية التي تخفيها هذه المدينة الغارقة.