لأن التظاهرة الثقافية الوطنية ”مدن الفنون” التي تشرف على تنظيمها بمختلف جهات البلاد وزارة الشؤون الثقافية تنصهر ضمن مشروع ثقافي رائد يحرص الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية وبمتابعة دقيقة واهتمام كبير من المكلّفة بهذا البرنامج السيدة هيفاء العيّاري على انجاحه وتحويله من مجرد تظاهرة تجوب الجهات الداخلية الى مشروع لتظاهرات غير موسمية تشارك في تأثيثها مؤسسات العمل الثقافي العمومية والخاصة وهياكل المجتمع المدني والمبدعين انطلاقا من جهاتهم لتشعّ هذه التظاهرة الوطنية بمنتوجها على الثقافة العالمية مع المحافظة على الخصوصيات الفنية والأثرية لهذه الجهات الداخلية المنتجة والتي ستصبح وفق هذا البرنامج المنتج الاول للفعل الثقافي والمساهم في فكّ معظلة البطالة التي أضحت ترهق الشباب التونسي اليوم والتي بلغت نسبة 15.5./. خلال الثلاثية الثالثة من السنة الحالية بما قدره 630 ألف عاطل عن العمل وفي هذا الاطار.
ومن منطلق المسؤولية الوطنية لوزارة الشؤون الثقافية في السعي للمساهمة في فكّ هذه المعظلة خاصة في ما يخصّ خريجي معاهد التكوين الفني المختصة تعمل هذه الوزارة على أن تكون تظاهرة "مدن الفنون" وعاء لاحتواء الخريجين العاطلين عن العمل وللغرض انعقدت مؤخرا بمقر وزارة الشؤون الثقافية جلسة هي الثّالثة من نوعها تباحث خلالها وزير الشّؤون الثّقافيّة مع ممثّلي التّنسيقيّة الوطنيّة لأصحاب الشّهائد العليا في التّنشيط الحلول الملائمة التّي من شأنها توفير مواطن الشّغل للمعطّلين عن العمل و نشر العمل الثّقافي في كلّ شبر من هذا الوطن بما يتماشى ومطمح الوزارة ويتوافق مع مطالب أصحاب الشّهائد العليا في التّشغيل وقد حضرت هذه الجلسة السيدة هيفاء العيّاري المكلّفة بمأموريّة الإشراف على ملفّ تشجيع المبدعين ودعم أصحاب المشاريع والمستثمرين في القطاع الثّقافي بديوان الوزير حيث بيّنت للحاضرين امكانيّات الاستفادة من برنامج "مدن الفنون" بالنّسبة لخرّيجي معاهد التّنشيط الثّقافي وذلك من خلال إما التمويل المباشر للمبادرت والمشاريع المنتقاة من قبل لجنة "مدن الفنون" أو في شكل عقود برامج يتكفّل المتعاقدون بموجبها بتأطير روّاد المؤسّسات والمراكز الثّقافيّة العموميّة والخاصّة والعمل على الفضاءات الخارجيّة في إطار اللّامركزيّة الثّقافيّة وفق مقترحات ورؤى ومشاريع تتواصل على مدى سنة وبالمثل عبّر ممثّلو أصحاب الشّهائد العليا في التّنشيط عن استعدادهم للتّفاعل مع مشروع "مدن الفنون" الذّي يفتح لهم آفاق العمل ويمكّنهم من دخول سوق الشّغل وقدّموا قائمة في النّاجحين في مختلف الدّورات من زملائهم والذّين لم يتمّ انتدابهم منذ سنوات فيما تمّ تحديد موعد لجلسة أخرى لمواصلة التّعاون والتّباحث لإيجاد الحلول الملائمة والكفيلة بفتح آفاق المبادرة والاستجابة لمطلب عزيز على المعطّلين عن العمل وهو مطلب التّشغيل وبذلك ستساهم تظاهرة"مدن الفنون"في إيجاد حلول لمعظلة تشغيل أصحاب الشهائد العليا بما يمكّن أبناء كلّ جهة من المساهمة بمشاريعهم وتصوّراتهم وإبداعاتهم و بمرافقة مبادراتهم في تطوير الدورة الاقتصادية والتنموية لجهاتهم انطلاقا من أعمال ومنجزات ثقافية تكون خير سند للتنمية الجهوية خاصة والوطنية عامة