في تونس، لم تعد حوادث القطارات مجرد وقائع عابرة تسجل على صفحات الصحف بل تحولت إلى مؤشرات صارخة على هشاشة منظومة النقل الحديدي التي يعاني منها المواطن يوميا خصوصا في المناطق الداخلية التي تعتمد على القطارات كوسيلة أساسية للتنقل نحو العاصمة، ففي 3 فيفري 2025 خرج قطار عن السكة في باجة ما أدى إلى توقف الرحلات لساعات طويلة وكشف عن خلل في أجهزة التحكم الإلكتروني للعربات إضافة إلى غياب أجهزة الإنذار الحديثة على الرغم من أن النصوص القانونية منذ 1998 تلزم بتشغيل إشارات تحذيرية عند كل تقاطع، هذه الحادثة ليست معزولة إذ تؤكد تقارير الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية أن أكثر من 60% من العربات تعود صناعتها إلى ما قبل التسعينات ما يجعلها عرضة متكررة للأعطال، فيما تشير الإحصائيات إلى تسجيل أكثر من 200 حادث قطار بين 2010 و2023 معظمها بسبب أعطاب تقنية ومعابر غير محمية، وهكذا يصبح المواطن في مواجهة شبكة متقادمة تهدد سلامته بشكل يومي.