اختر لغتك

 
الغنوشي يرضخ لإجراءات الرئيس و"الانقلاب" يُصبح تصحيح مسار

الغنوشي يرضخ لإجراءات الرئيس و"الانقلاب" يُصبح تصحيح مسار

رئيس حركة النهضة يتراجع عن مواقفه ويدعو إلى تحويل الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها قيس سعيد إلى فرصة للإصلاح.
 
تونس - تراجع رئيس حركة النهضة الإسلامية ورئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي عن وصف الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد بالانقلاب داعيا لتحويلها إلى فرصة للإصلاح وأن تكون مرحلة من مراحل التحول الديمقراطي في انعطافة لافتة.
 
ويبدو أن الغنوشي لم يجد من خيار أمامه إلا الإقرار بالإجراءات التي اتخذها الرئيس بينما طغى الارتباك والانقسام على موقف الحزب مع اجتماع مجلس شورى الحركة في ظل أسوأ أزمة تضربها منذ 2011 والتي وضعت مستقبلها السياسي على المحك.
 
ومثلت تصريحات الغنوشي تحولا لافتا في موقف الحزب الذي وصف خطوة سعيد بإعلانه التدابير الاستثنائية وتجميده اختصاصات البرلمان بالانقلاب على الدستور.
 
ونشرت صفحة النهضة تصريحات للغنوشي الأربعاء تضمنت لهجة أخف قال فيها "يجب علينا أن نحول إجراءات الرئيس إلى فرصة للإصلاح ويجب أن تكون مرحلة من مراحل التحول الديمقراطي".
 
وفقدت النهضة على ما يبدو هامش المناورة ولم تعد تملك الكثير من الخيارات في مواجهة قرارات الرئيس التي حظيت بقبول شعبي واسع.
 
وعكست تصريحات قياديين بارزين في الحركة تراجعا في حدة الانتقادات الموجهة لسعيد في وقت توالت دعوات إلى تغييرات جذرية في قيادة الحركة بعد استقالة القيادي خليل البرعومي من المكتب التنفيذي للحركة، محملا الغنوشي جانبا كبيرا من تأزم الأوضاع على الساحة السياسية.
 
وكان القيادي في الحركة عماد الحمامي مفاجأة بتصريحات أكد فيها أن الرئيس سعيد فعل ما كان يتوجب فعله بخصوص تفعيله للفصل 80 من الدستور.  
 
ووصف الحمامي القرارات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية بالشجاعة، مؤكدا أن قيس سعيد تحمل مسؤوليته التاريخية في إخراج تونس أقوى وإدخالها في سياق الحل من أجل الذهاب نحو ديمقراطية حقيقية.
 
من جانبه وصف القيادي سمير ديلو تصريحات الرئيس "بالمطمئنة" رافضا دعوة الغنوشي لأنصار الحركة النزول إلى الشوارع معتبرا أن اللجوء للعنف وتعريض حياة التونسيين للخطر ومواجهة قوات الأمن "خط أحمر".
 
وقبل اجتماع مجلس الشورى تواترت تصريحات بالدعوة إلى إصلاحات داخلية قد تشمل القيادة، وكان هذا محور رسالة وقعها العشرات من أعضاء الحزب الشباب في أعقاب الاحتجاجات التي اجتاحت الشوارع يوم 25 يوليو ضد البرلمان وحكومة هشام المشيشي المقالة.
 
وأصدر عدد من شباب حركة النهضة عريضة داخلية بعنوان "تصحيح المسار" دعوا فيها القيادة الحالية للحركة إلى تحمّل "مسؤولية التّقصير في تحقيق مطالب الشّعب وتفهم حالة الاحتقان والغليان، باعتبار عدم نجاعة خيارات الحزب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وطريقة إدارتها للتحالفات والأزمات السياسية إلى جانب المطالبة بحل المكتب التنفيذي".
 
ويؤشر تصاعد الدعوات داخل حركة النهضة المنادية برحيل زعيمها راشد الغنوشي، على ترهل قاعدتها في خضم الانشقاقات المتتالية التي تشهدها.
 
 

Please publish modules in offcanvas position.