في لحظة فارقة من تاريخ النادي الإفريقي، تخرج جمعية "التحالف من أجل النادي الإفريقي" من مربع الصمت، وتعلن عن ميلاد مشروع إصلاحي جريء، لا يطمح إلى المناصب بقدر ما يسعى لإعادة بناء ما تصدع في كواليس نادٍ يُعدّ من أعرق مؤسسات الرياضة في تونس.
🔴 من عمق الأزمة... يولد التحالف
السبت 3 ماي 2025، ليس يوما عاديًا لعشاق الأحمر والأبيض. ففي خضم التوترات الإدارية والاحتقان الجماهيري، انتظمت الجلسة العامة الانتخابية لجمعية التحالف، التي أفرزت تركيبة جديدة لهيئة مديرة تؤمن بأنّ الإنقاذ لا يتم إلا بالأفكار... لا بالشعارات.
محمد بلحسن بن عمارة سيقود هذا التحالف مدعومًا بكفاءات من مختلف الاختصاصات، في مقدمتهم لطفي القلمامي، راوية الغول، منذر زيد، سندة هلالي وغيرهم ممن أعلنوا استعدادهم للعب دور "ضمير النادي" وصمام أمانه الفكري.
🧠 التحالف لا يطلب الحكم… بل يحذر من الفوضى
وفي بيان أول لا يخلو من لهجة تصعيدية متزنة، رمى التحالف حجرا في بركة راكدة. إذ حمّل مسؤولية ما يحدث من تخبط في النادي لغياب الهيكلة، وانعدام الشفافية، واعتماد أساليب تسيير "شخصانية" تفتقر لأبجديات الحوكمة.
لكن الرسالة لم تكن سلبية فحسب، بل كانت دعوة صريحة إلى جلسة وطنية للعقلاء، تشارك فيها جمعيات الأحباء، الخلايا، والإطار الموسع للنادي، من أجل رسم خارطة طريق جديدة تُنهي حالة "الجمود المريب".
⚖️ الاحترام الصارم للقانون... قبل أي تعديل
وفي لفتة ذكية، شدد التحالف على الالتزام بالقانون الأساسي الحالي، رغم ما فيه من ثغرات، مؤكدًا أن التعديلات لا تُفرض في مناخ الأزمة بل تُبنى عبر توافقات داخل جلسة عامة خارقة للعادة.
🛑 رسالة إلى هيئة الحكماء: حان وقت التدخل!
البيان ختم بدعوة هيئة الحكماء إلى الخروج من موقع "الحياد السلبي"، وتحمّل مسؤوليتها في تطويق الأزمة الحالية، وفتح المجال أمام الحلول القانونية والدستورية، مع تحميل المسؤوليات لمن تسبب في الانحراف الحاصل داخل أسوار النادي.
🔻 الختام ليس سوى البداية
التحالف يراهن على ورشات تفكير ولقاءات وطنية ودولية، تقطع مع منطق ردّ الفعل، وتُحوّل النادي إلى مؤسسة قائمة على التخطيط والرقابة والمشاركة. إنها محاولة لإعادة الاعتبار للروح المؤسسية داخل فريق لطالما مثّل رمزًا في الرياضة التونسية.
اليوم... لا صوت يعلو فوق صوت الإنقاذ.
فهل يصغي الجميع إلى صوت العقل؟ أم يُترك النادي يواصل السير نحو المجهول؟
التحالف بدأ العد... وعلى البقية أن تتحرك قبل فوات الأوان.