الخارجية المصرية تعتبر ما ينسب للوزير شكري من تصريح هو محاولة للإضرار بالعلاقات المصرية الفلسطينية
اصدرت وزارة الخارجية المصرية مساء أمس الاثنين، بيانا ينفي التصريحات التي نسبت إلى وزير الخارجية سامح شكري والتي تقول إن "قتل الأطفال الفلسطينيين من قبل إسرائيل ليس عملا إرهابيا". ووفقا لبيان الخارجية المصرية، فقد تم اخراج هذا القول من سياقه في بعض وسائل الإعلام العربية متعمدة تشويه تصريح الوزير.
وكانت صحيفة "العربي الجديد"، الصادرة في لندن، والمتهمة بقربها من قطر، قد نقلت أمس عن الوزير شكري إجابته على سؤال وجه اليه خلال لقائه بمجموعة من الطلاب المتفوقين في مقر الخارجية المصرية، إذ قال: "من غير الممكن اعتبار ذلك عملا إرهابيا دون أن يكون هناك اتفاق دولي على تعريف دقيق للإرهاب". ونقل عن شكري كذلك قوله: "فلسطين في قلوبنا والشعب المصري يهتم دائما بهذه القضية، وسوف يحاول على الدوام تقديم المساعدة من اجل التوصل إلى اتفاق (مع إسرائيل) ولكن المسألة معقدة بسبب مدى الإرادة السياسية لدى إسرائيل، وإرادة المجتمع الدولي وصمود الشعب الفلسطيني".
ومع ذلك، ووفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، فإنه لم يتم توجيه أي سؤال للوزير شكري يتعلق بقتل الأطفال الفلسطينيين ولم يتطرق الوزير في حديثه عن هذا الموضوع. واضاف المتحدث أن بعض وسائل الإعلام حرفت الأمور من اجل خلق دراما ومحاولة الإضرار بموقف مصر تجاه الفلسطينيين.
ووفقا للتقرير الذي أورده "العربي الجديد"، فإن موقع وزارة الخارجية المصرية على شبكة الانترنت اورد نبأ اجتماع الوزير مع الطلاب دون التطرق الى السؤال حول قتل الأطفال الفلسطينيين.
هذا وأثار تصريح شكري ردود فعل واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما في عدد من المواقع التي لا تتفق والسياسة الرسمية للحكومة المصرية، التي سارعت الى القول ان هذا التصريح علامة أخرى على التقارب المصري الإسرائيلي، لا سيما بعد زيارة الوزير شكري الى إسرائيل التي حظيت بتغطية إعلامية مكثفة الشهر الماضي ولقاءاته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وردا على ما نسب لوزير الخارجية المصري من تصريح، قال حسام بدران المتحدث باسم حركة حماس المقيم في قطر: "إن من يرى جرائم الاحتلال على انه إرهاب، فهو أعمى ويعاني من مرض في البصر واختلال الادراك".
علاوة على هذه المسألة، فهناك أمر آخر قد يزيد من تعقيد العلاقات بين حماس والقيادة المصرية وهي ما تم نشرها من صور لمعتقلين في السجون المصرية. وحسب ما أوردت محطة الجزيرة القطرية فإنه تم التعرف على اثنين من نشطاء حماس الأربعة الذين تم اختطافهم قبل نحو سنة في شبه جزيرة سيناء بعد عبورهم الحدود مع مصر على متن حافلة سفر واختفت آثارهم منذ ذلك الحين. وتنفي الحكومة المصرية أي علاقة لها باختفاء النشطاء الحمساويين الأربعة وتؤكد انهم خطفوا على يد جماعات إرهابية في سيناء. غير ان حركة حماس تصر على ان الأربعة اختطفوا من قبل المخابرات المصرية، وتعتبر هذه القضية واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية بين حماس والسلطات المصرية.
