يشكل المؤتمر السادس للحزب الجمهوري التونسي، الذي يعقد في 3 و4 و5 فبراير/شباط الحالي، فرصة هامة، لعلها تكون أخيرة لإنقاذ أهم الاحزاب التونسية التي ناضلت من الداخل ضد الدكتاتورية، وشكّلت ملجأ حقيقياً لكل المدافعين عن حياة سياسية ديمقراطية وحرة، ودفعت من أجل ذلك ثمناً باهظاً. وجاءت تسمية الحزب بالجمهوري بعد الثورة، إذ كان يحمل اسماً آخر قبلها، هو الحزب الديمقراطي التقدمي الذي تأسس في بداية ثمانينيات القرن الماضي، على يد أحمد نجيب الشابي، الذي كان يُعدّ من أبرز معارضي الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي، مع عدد من المناضلين الآخرين، مثل شقيقه عصام الشابي (المتحدث الرسمي الحالي للحزب)، ومية الجريبي (المناضلة المعروفة والمرأة الوحيدة القائدة لحزب سياسي في تونس)، التي بقيت أمينة عامة برغم حالتها الصحية الصعبة، وهي أيضاً من أشرس المعارضين التونسيين قبل الثورة وبعدها أيضاً.