اختر لغتك

 
لماذا لا تسترد تونس ابنها المنفي بيرم التونسي؟

لماذا لا تسترد تونس ابنها المنفي بيرم التونسي؟ - تحت السور

تحت السور
 
لا نريد أن نتحدث عن تفاصيل نفيه الثاني، متنقلا بين فرنسا، وبيروت، ودمشق وتونس، تكفي ثلاثة أبيات من الشعر تلخص التجربة: “الأولة مصر قالو تونسي ونفوني، والتانية تونس فيها الأهل جحدوني، والتالتة باريس وفيها الكل نكروني”.
 
مرت تسع سنوات، قضاها في فرنسا بعد نفيه للمرة الثانية، لا ينقطع فيها، رغم الألم النفسي والجسدي، عن تأليف أبدع القصائد، يرسلها إلى الصحف.
 
بحكم هذه الإقامة الطويلة في فرنسا، تعرّف بيرم إلى طلبة من شمال أفريقيا، توطدت علاقاته بهم، خاصة التونسيين منهم؛ كان يشعر بالانتساب إليهم، رغم تنكر الأهل له.
 
ومن الذين تعرّف إليهم آنذاك محمد بدرة، الذي كان ينتمي إلى عائلة بدرة المعروفة بنشاطها الاقتصادي. ويبدو أن بدرة، الذي عرف بفطنته وحبه للفن، فكر في استقدام محمود بيرم إلى تونس، للاستفادة من مواهبه في الأعمال الصحافية لجماعة ينتمي إليها، اتخذت من جريدة “الزمان” لسان حال لها، ليسافر بيرم إلى تونس، أواخر عام 1932، ويكلف برئاسة تحرير “الزمان” في يناير 1933.
 
تحوّلت الجريدة بجهود بيرم إلى صحيفة مرموقة، شن على صفحاتها حملات لاذعة على جماعة الحزب الدستوري القديم، واشتدت الحملة ضراوة وعنفا بعد الانقسام الذي حدث داخل الحزب الدستوري، وانشقاق جماعة الحزب الجديد عنه في سنة 1934.
 
في هذا المناخ الجديد، وجد بيرم متنفّسا للعودة إلى العمل الصحافي؛ بدأ يشارك زملاءه من “جماعة تحت السور” تحرير الصحف التي أصدروها، خاصة جريدة “السرور”، التي أصدرها القصاص التونسي علي الدوعاجي، في سبتمبر 1936.
 
ثم أصدر في شهر أكتوبر، من السنة نفسها، جريدة بعنوان “الشباب”، سرعان ما أغلقت بأمر من السلطات، ولم يحبط إغلاقها عزيمة محمود بيرم، الذي ما لبث أن أصدر، مع أحد المتعاطفين معه، جريدة باسم “السردوك”.
 
ولم تردع القرارات الزجرية الصادرة عن السلطات بيرم، ولم تثنه عن مواصلة أسلوبه التهكمي، ليصدر قرار إبعاده عن تونس، في الأسبوع الأول من شهر أبريل 1937.
 
وعبثا حاولت الصحف لفت نظر المقيم العام والسلطة الاستعمارية إلى خطأ القرار، وما يجسّده من اختراق للقوانين بإبعاد مواطن تونسي عن وطنه. واجتمع الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري التونسي في مكتب الحبيب بورقيبة بباب سويقة، في جلسة رسمية حضرها صالح بن يوسف، وسليمان بن سليمان، ومحمود بورقيبة والبحري قيقة، وقرّروا الاحتجاج للحيلولة دون تنفيذ القرار، إلاّ أن بيرم، الذي حضر هذا الاجتماع، أبى أن يزج بالبلاد في معركة يراها خاسرة مع المستعمر.
 
غادر بيرم تونس إلى الشام يوم 21 أبريل 1937، مودعا من قبل ثلة قليلة من أصدقائه، الذين حضروا معه إلى الميناء في الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
 
 

آخر الأخبار

السباحة البرازيلية آنا كارولينا فييرا تُرحل من أولمبياد باريس بعد تسللها خارج القرية الرياضية

السباحة البرازيلية آنا كارولينا فييرا تُرحل من أولمبياد باريس بعد تسللها خارج القرية الرياضية

مواقع إلكترونية حكومية تتعرض لانقطاع مفاجئ: عطل غامض يثير القلق

مواقع إلكترونية حكومية تتعرض لانقطاع مفاجئ: عطل غامض يثير القلق

مصرية تفاجئ الجميع بحملها في الشهر السابع خلال مشاركتها في أولمبياد باريس

مصرية تفاجئ الجميع بحملها في الشهر السابع خلال مشاركتها في أولمبياد باريس

بعد عرضها الكبير في الحمامات: ألفة بن رمضان تُشعل باجة وسط إقبال جماهيري كبير على تذاكر الحفل

بعد عرضها الكبير في الحمامات: ألفة بن رمضان تُشعل باجة وسط إقبال جماهيري كبير على تذاكر الحفل

محاولة استدراج واعتداء على الفنانة نرمين صفر بالسلاح الأبيض في قصر سعيد

محاولة استدراج واعتداء على الفنانة نرمين صفر بالسلاح الأبيض في قصر سعيد

Please publish modules in offcanvas position.