رغم ما تعيشه تونس من احتياطات وقائية تخوّفا من الموجة الثانية لتفشي فيروس"كوفيد 19 المستجدّ" والتي حالت دون تنظيم عدد من المهرجانات الصيفية اختارت جمعية أحبّاء دور الثقافة التي يشرف على رئاستها الاستاذ منصف كريمي رفع التحدّي وتنظيم فعاليات الدورة 28 لمهرجان"شمتو"للتراث والفنون بوادي مليز مع الحرص على تنفيذ بروتوكول صحي أعدته وزارات الشؤون الثقافية والصحة والشؤون الاجتماعية في الغرض وبما يضمن سلامة وصحة روّاد المهرجان وجمهوره مع التحسيس بمختلف بنود هذا البرتوكول.
وفي هذا الاطار وتحت اشراف بلدية وادي مليز ووزارة الشؤون الثقافية وبدعم منهما ومن المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة وفي اطار هذا المهرجان انتظم منذ يوم 12 أوت الجاري معرض تجاري وحرفي تحت شعار "من المنتج الى المستهلك" وقد افتتح المعرض بحضور السيد عبد الحميد المرزوقي وهو أصغر نائب بالبرلمان التونسي وسعادة سفير الهند بتونس السيد Puneet R. Kundal كضيف شرف على بلدية وادي مليز التي عقدت معه جلسة عمل بهدف تشجيع رجال الاعمال من الهند على الاستثمار وبعث المشاريع ذات الصلة بثراء المخزون الطبيعي والايكولوجي والفلاحي لمنطقة وادي مليز وخاصة المشاريع التحويلية ذات الصلة بالمنتوج الفلاحي.
واضفاء للبعد التنشيطي لهذا المعرض التجاري والحرفي وفي اطار دعم مبدعي الجهة قدّمت وبصفة يومية مسائية للأطفال ولأوليائهم مجموعة من العروض التنشيطية بامضاء مجموعة أنور الخميري وبابا سنيشو والحكواتي محمد الغزواني كما انصهرت تظاهرة الدورة الاولى لـ"مصيف الكتاب" التي تنظّمها المكتبة العمومية بوادي مليز صلب البرنامج التنشيطي لهذا المهرجان وفي هذا الاطار انتظمت يومي 14 و15 أوت الجاري مجموعة من المسابقات في المطالعة وورشات في الرسم ومباريات ثقافية ليتوّج هذا البرنامج بتكريم عدد من مبدعي الجهة وهم المؤرّخ محمد الوصلي غماري و السيد محمود الوصلي مدير مكتبة عمومية متقاعد و الشاعر والاعلامي منصف كريمي.
ولأن وادي مليز تتميّز بمحطة نضالية هامة وهي ذكرى أحداث 4 افريل 1938 النضالية حيث يتم سنويا وتحديدا في شهر أفريل الاحتفاء بها واحيائها ثقافيا وتنشيطيا واعتبارا للظرف الصحي الطارئ بسبب التوقي من تفشي الموجة الاولى من فيروس "كوفيد 19" فانه تم تأجيل هذه الاحتفالات لتنتظم ضمن فعاليات المهرجان الصيفي ومن خلال برنامج لاحياء هذه الذكرى بعد 82 سنة من هذه الاحداث النضالية ومن خلال تقديم المؤرّخ محمد الوصلي الغماري محاضرة بعنوان"دور آهالي وادي مليز في الحركة النضالية الوطنية" بمقرّ بلدية وادي مليز توّجت بحفل توقيع كتابه "غار الدماء:قاعدة خلفية للثورة الجزائرية".
وبالنسبة الى العروض الفنية الكبرى سيكون لجمهور المهرجان موعد مع 3 حفلات تقدّم على التوالي من 18 الى 20 أوت الجاري وبالساحة الكبرى للمعهد الثانوي ويحييها كل من رجاء بن سعيد ومنذر بن عمّار ليكون تتويج سلسلة هذه السهرات مع عرض الشاب بشير ويتخلل العرض الاول للمهرجان والذي تحييه الفنانة رجاء بن سعيد للاحتفال بالعيد الوطني للمرأة عبر لمسة تكريمية لعدد من الشابات المبدعات في المجال الرياضي تتقدّمهم الشابة مهى جامعي ابنة المنطقة وأصغر حكمة شابة في كرة القدم ضمن رابطة الشمال الغربي كما سيتم تكريم العاملة المثالية في القطاع الفلاحي الى جانب تكريمات أخرى ستشمل التلميذ ريّان مناعي المتحصّل على أحسن معدّل في الباكالوريا على مستوى ولاية جندوبة ومن جهتها ستكرّم بلدية وادي مليز العامل المثالي وكل المساهمين والمساهمات في المجهود المحلي الخاص بمجابهة جائحة فيروس "كوفيد 19"المستجدّ.
جدير بالذكر أن هذا المهرجان حظي بدعم من وزارة الشؤون الثقافية من خلال عدد من العروض الفنية ودعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة من خلال منحة مالية وعدد من العروض التنشيطية الجهوية ودعم من بلدية وادي مليز التي يرأسها السيد هشام المرزوقي بمنحة مالية والمساعدة الفنية اللوجستية لتبلغ جملة المنح المرصودة الى حد الان 17 ألف دينار وقد حرصت هيئة تنظيم هذا المهرجان على توفير كل ضمانات السلامة والوقاية الصحية من مخاطر فيروس الـ"كورونا" وخاصة من خلال التنسيق مع اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث التي يرأسها السيد مراد ناجي معتمد وادي مليز في ضبط خطة عمل وقائية تقوم أساسا على الالتزام الرسمي بتنفيذ البروتوكول الصحي الخاص بالمهرجانات الصيفية الصادر عن وزارات الشؤون الثقافية والصحة والشؤون الاجتماعية والالتزام بطاقة استيعاب فضاء المهرجان وفي حدود 70./. من الحضور وتوفير كمّامات لكل مقتطع تذكرة مع توفير المعقّمات وضبط خطة للتباعد الجسدي عبر تحديد المسافات وتأمين النظافة الدورية للمجموعات الصحية كما يشار الى أنه تم وضع اشتراكات في حدود 5 دنانير للشخص الواحد لحضور كل سهرات هذا المهرجان الذي سينتظم خلال هذه الصائفة الى جانب المهرجان الصيفي ببوسالم من ضمن 12 مهرجانا صيفيا قارّا بولاية جندوبة وفي تحدّ بالفن والابداع إختاره آهالي واطارات وادي مليز وتحمّلوا مسؤوليته في حربهم ضد فيروس "كورونا"وكمتنفس ثقافي في ظلّ الحالة النفسانية العامة الناتجة عن ضغط الخوف من هذا الفيروس.
