اختر لغتك

 
بقي لسنوات بعيدا عن السياسة: كيف كسب سعيّد ثقة الجيش

بقي لسنوات بعيدا عن السياسة: كيف كسب سعيّد ثقة الجيش - قوة شرعية

قوة شرعية
 
لم يكن التفات سعيّد إلى المؤسسة العسكرية وليد الوضع الحالي، بل منذ أبريل الماضي، بعث برسائل إلى خصومه السياسيين مفادها أنه هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمنية والعسكرية.
 
وقدم خلال إشرافه على العيد الـ65 لقوات الأمن الداخلي قراءة مغايرة بصفته أستاذا سابقا للقانون الدستوري، توضح أن ”رئيس الدولة هو الذي يتولى التعيينات والإعفاءات في الوظائف العليا العسكرية والدبلوماسية المتعلقة بالأمن القومي بعد استشارة رئيس الحكومة، ويضبط الوظائف العليا بقانون”.
 
وشدد حينها على أنه “لا يميل إلى احتكار هذه القوات لكن وجب احترام الدستور”. وأثارت تصريحاته الحادة انتقادات المشيشي الذي اعتبرها قراءات فردية وشاذة للنص الدستوري.
 
ويعتبر العميد المتقاعد من الجيش مختار بن نصر أنه في ظل نظام يكون فيه رئيس الدولة “القائد الأعلى للقوات المسلحة.. يكون الجيش القوة الشرعية بيد الرئيس لحماية الدولة والشعب من كل خطر”.
 
ورغم ذلك وضع سعيّد مرارا وخاصة خلال الأسبوعين الماضيين من قبل معارضيه في مقارنة مع النظامين المصري والجزائري اللذين يتحكم فيهما الجيش بدواليب الحكم ووجهت له تهم بمحاولة السير بالبلاد تدريجيا نحو دكتاتورية عسكرية.
 
وترى الخبيرة في معهد البحوث حول المتوسط والشرق الأوسط إينيس لوفالوا أن “الجيش التونسي لن يلعب دورا مثلما كان الأمر في مصر” أو في الجزائر وإلى الآن “تمر الأمور عبر النقاش مع رئيس الجمهورية” الذي انتخب بغالبية واسعة.
 
ويتهم الجيش في الجزائر بأنه يدير في الكواليس حكما فقد شرعيته أمام حركات احتجاجية شعبية متواصلة في البلاد منذ أكثر من عامين.
 
وأصبح عبدالفتاح السيسي قائد الجيش رئيسا لمصر في 2013 إثر الإطاحة بالإخوان وإزاحة الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي توفي في السجن في العام 2019.
 
وبالعودة إلى ما يسمى بثورات الربيع العربي في العام 2011، دعم الجيش المصري نظام حسني مبارك ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في ساحة التحرير في القاهرة. لكن في تونس التزم الجيش الحياد في تعامله مع المدنيين العزل والتزمت المؤسسة العسكرية بالعمل على إرساء التوازنات في البلاد طوال عقد كامل بحماية المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة والوقوف صدا منيعا في وجه العمليات الإرهابية المتفرقة التي شهدتها تونس خلال السنوات الماضية، حتى أنه يعد محل ثقة مطلقة في ذهن جل التونسيين. وتلتجأ إليه السلطات في حال استشعرت إمكانية فقدان السيطرة على التحركات الاحتجاجية التي تخرج للشارع بين فترة وأخرى.
 
ومن جديد كان الجيش أمام تحدي دور وطني آخر فبعد قرارات قيس سعيد طوّق الجيش مبنى البرلمان، ومنع دخول رئيسه راشد الغنوشي ونوابه، وتولى تأمين مؤسسات الدولة وشوارع البلاد.
 
وعن ذلك، يقول الصحافي والباحث تييري بريزيون “بخلاف الجزائر ومصر حيث لديه مصالح حيوية لبقاء النظام، فإن الجيش يفضل في الأزمات الحادة دفع السياسيين لفرض استقرار المؤسسات”.
 
ويذكّر بأن عددا من كوادر الجيش التونسي المتقاعدين وجهوا في مايو الفائت رسالة مفتوحة للرئيس لتقديم تنازلات في خضم تجاذبات وخلافات سياسية حادة بينه وبين الأحزاب التي تتقدمها حركة النهضة الإسلامية، واتخاذ إجراءات تضمن استقرارا سياسيا لتونس في خضم الأزمتين الاقتصادية والصحية.
 
وقد تفسّر تلك الخطوة وقوف قيادات الجيش مع سعيّد في هذه المرحلة الدقيقة، ملتزما بعقيدته المزروعة فيه منذ انبعاثه في العام 1956 وهي حماية المؤسسات وليس الأشخاص ومتمسكا بانسجامه مع مبادئ ومقوّمات الدولة المدنية.
 
 

آخر الأخبار

هدف ميرينو القاتل يقود إسبانيا إلى نصف نهائي يورو 2024 بفوز مثير على ألمانيا

هدف ميرينو القاتل يقود إسبانيا إلى نصف نهائي يورو 2024 بفوز مثير على ألمانيا

اجتماع طارئ بين الجامعة التونسية لكرة القدم والملعب التونسي لحل أزمة الديون وإنقاذ المشاركة في كأس الكاف

اجتماع طارئ بين الجامعة التونسية لكرة القدم والملعب التونسي لحل أزمة الديون وإنقاذ المشاركة في كأس الكاف

النادي الإفريقي يعلن عن غلق ملف زكرياء العبيدي نهائيًا

النادي الإفريقي يعلن عن غلق ملف زكرياء العبيدي نهائيًا

عملية سطو مسلح جريئة في سوسة: القبض على الجاني واستعادة الأموال

عملية سطو مسلح جريئة في سوسة: القبض على الجاني واستعادة الأموال

اجتماع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نحو خطوة جديدة لتنظيم الانتخابات الرئاسية لسنة 2024

اجتماع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نحو خطوة جديدة لتنظيم الانتخابات الرئاسية لسنة 2024

Please publish modules in offcanvas position.