"إن الشمعة لا تحترق لتذوب بل تذوب لتتوهج و تتوهج لكي يرى الآخرون"، من هنا أتساءل عن شعورنا و ابتسامة الإعلامي وليد الزريبي تتحدانا جميعا عبر الشاشة كما تهزمنا جميعا !
وليد الزريبي ، الشاعر و الإعلامي التونسي المقيم في إحدى المصحات الخاصة للتداوي منذ مدة طويلة، مقابل صمت الجهات الرسمية تجاهه، يأبى إلا أن يتحول إلى مقر التلفزة لتسجيل حلقة جديدة من برنامجه الأسبوعي ''نيران صديقة''، الذي يبث على القناة الوطنية الثانية بتعليمات طبية صارمة نظرا لتدهور صحته، وليد ''الذي لا يملك في الوطن شيئا ليتفاخر به '' كما ورد في أحد قصائد ديوانه الأخير، يحيينا بابتسامة معلنة تحديه الصبر على مرارة الصبر و الألم، إذ هو مريض جسدا، و مرارة الصبر إذ هو موجوع من جرح وطن لا أكثر من هذا التحدي برهانا لإخلاصه و حبه له و هو الذي قال فيه ملخصا إياه في مدينة كقطعة سكر ورد التصغير :
''انظر إلى شكل هذه المدينة
''شعرها من حرير
ثغرها لين
و شفاف أصابعها ذهب خالص
صباحاتها تسمع من بعيد
موسيقاها تتدفق باستمرار
قبابها من اللازود.
إنها تفرط في كل شئ تلك الجاحدة '' أنت الوطن فلن يدير لك ظهره الوطن يا صديقي. أبى إلا يكون على الموعد مع متابعيه كان حقا شامخا في تواضعه و حبه لعمله و وطنه ، متواضع جدا بهذا الإنتصار و كبير جدا في أعيننا. تمنياتنا أن يستعيد الزريبي سالف نشاطه و تمام عافيته و إن : ''العاصفة لا تكسر من الأغصان إلا يابسها '' أما أنت فلا خوف عليك..