الكمان، هذه الآلة الموسيقية الساحرة التي ظهرت في إيطاليا في القرن السادس عشر، تعتبر واحدة من أشهر الآلات المنتشرة حول العالم. اشتهرت بأناقتها وتميزت في التقاليد الكلاسيكية والموسيقى الشعبية في الدول الغربية.
الكمان ليس مجرد آلة موسيقية بل أيضًا وسيلة للتعبير عن العواطف والمشاعر. تُعتبر تعلم العزف على الكمان من الطرق الفعّالة لتحسين الذاكرة وتعزيز التركيز والانتباه.
تُعَدّ الكمان أيضًا طريقًا مثلى للتعبير عن العواطف والمشاعر المكبوتة، وتحرير الطاقات السلبية التي قد تؤثر على الصحة النفسية. والانضمام إلى فرقة موسيقية أو نادٍ موسيقي، يحصل على شعور قوي بالثقة بالنفس والمسؤولية، ويكشف القوة في التحكم والانضباط في الحياة.
إن تعلم العزف على الكمان ليس فقط ترفيهًا، بل هو طريقة رائعة لإضافة لمسة من الحنان والتألق إلى حياتك.
ولكن بعيدًا عن الكمان وأوتاره المبهرة، تجدنا ننغمس في عالم آخر من التاريخ الروماني القديم بالاستمتاع بروعة المسرح الأثري بقرطاج. يقع هذا المعلم الفني الأثري في قلب قرطاج ويرسم صورة حية للثقافة الرومانية العريقة. يروي المسرح قصة تاريخية مشوقة عبر العصور ويعكس عظمة الفن الروماني القديم.
ولكن ليست هذه هي المعجزة الوحيدة التي تزيّن سماء قرطاج الفنية، فهناك شابة تونسية تضفي بأناملها نغمة أخرى من الحنان والتألق للحياة. إنها مريم جدو، الفتاة البالغة من العمر 23 عامًا والتي تدرس الطب حاليًا، لكن ليست هذه هي مجرد بداية إنجازاتها. فهي تمتلك موهبة استثنائية في عزف الكمان تجعلها نجمة متألقة في عالم الموسيقى الكلاسيكية.
حين بدأت مريم رحلتها في عالم الفن الموسيقي في سن 7 سنوات، كانت بداية العازفة الموهوبة تحت إشراف الأستاذ أنيس الغربي. ومنذ ذلك الحين، اكتشفت مريم حبها للفن الموسيقي واستمرت في التطور والتميز في عزفها على أوتار الكمان.
استمرت مريم في رحلة تطوير موهبتها مع الأساتذة خيرية كولاكوفيتش ورشيد قوبعة، حتى اكتسبت الخبرة والمهارات اللازمة لتحقيق حلمها بأن تصبح عضوًا في أحد أكبر الأوركسترات الموسيقية.
وفي عام 2018، أحبت مريم أن تنضم إلى أكاديمية الأوركسترا السمفونية، حيث تألقت واستمتعت بأجواء الإلهام والتحفيز المحيطة بأعضاء الأوركسترا. وفي عام 2019، انضمت إلى فريق الأوركسترا السمفونية، وتم اعتمادها كعضو دائم فيها في عام 2021، لتكون بذلك أحد أبرز أعضاء الأوركسترا.
تم اختيارها بناءً على الاختبار في عام 2019 للمشاركة في مرحلة فنية مع أوركسترا الشباب للبحر الأبيض المتوسط في إيكس أون بروفونس.
شاركت في دورة تدريبية في نيس في الأكاديمية الدولية بنيس في عام 2018، في اطار المهرجان الموسيقي الإقليمي في نيس تحت إشراف البروفيسور بوريس جارليتسكي، الذي يشغل مركز الكمان الأول في أوركسترا الفيلهارمونية في لندن، بالإضافة إلى دورة تدريبية مع ياسمين عزيز في تونس في عام 2017.
لم تكتفِ بذلك فحسب، بل شاركت مريم في العديد من الحفلات الموسيقية الرائعة، حيث تألقت في أداءها خلال حفلات "روميو وجولييت" و"عالم جديد" و"عرض أليس" من تأليف أوسامة مهيدي، وموسيقى تصويرية لمسلسل تلفزيوني، وقمة الفرانكفونية 2022 للموسيقار أمين بوحفة، ومهرجان الموسيقى السمفونية بالجزائر. ولفتت الأنظار كعازفة كمان صولو في أغنية المقدمة لمسلسل "كمنجة سلامة" خلال عرض "نوستالجيا" للفنان ربيع الزموري مساء 24 جويلية على خشبة قرطاج في اطار مهرجان قرطاج الدولي.
مريم جدو هي الشابة التونسية التي تُجسّد الإلهام والتحفيز للجيل الجديد، تُثبت أنه يمكن للشغف والمثابرة أن تُحقق الأحلام، وتعزف نغمات الأمل والنجاح على أوتار كمانها. نتمنى لها مستقبلاً باهرًا في عالم الفن الموسيقي، وأن تستمر في تحفيز وتأثير الآخرين بموهبتها الفريدة.
مريم جدو، نقشت اسمها بأوتار كمانها على آثار ضاربة في التاريخ معتمدة موهبتها الخارقة، والقادم أفضل.
