بقلم: عزيز بن جميع
في ليالي باردو، تألق الفنان الكبير منير المهدي على خشبة المسرح، في أداء استثنائي أسر القلوب وأبهر الحاضرين. وللأسف، كان من الصعب عليّ أن أجد عنوانًا مناسبًا باللغة العربية، فاخترت أن يكون العنوان باللغة الموليارية، التي تمزج بين الفرنسية والعربية، تعبيرًا عن جمال وإبداع الأداء.
ابتكر المهدي عرضًا يجمع بين الروحانية والابتكار، حيث جمع بين الغناء الراقي والتفاعل الرائع مع الجمهور. عاد بنا المهدي إلى جوهر الفن والإبداع، فغنى بأسلوبه الخاص وأداءه الرائع، مزجاً بين الطقوس الشرقية والأنماط التونسية المختلفة، كملاك يتألق على المسرح بثوب أبيض.
كما شهد الحفل مفاجأة سارة بحضور الفنان القدير صلاح مصباح، الذي أثبت مرة أخرى وفائه وحبه لصديقه منير، ورغم عدم كونه مبرمجًا للصعود على المسرح، إلا أنه قرر الانضمام والمشاركة في الأداء.
تحولت قاعة المسرح بباردو بفضل جهود الاستاذ سليم الصنهاجي، إلى فضاء فني فريد وراقي، يشرف على الأداء بأناقته وإتقانه، فأصبحت الخلفية المثالية لأداء منير المهدي، الذي كان ملكًا للمسرح وللفضاء.
ليس من واجبي أن أمدح منير، لكن يجب الاعتراف بأن عرضه كان متميزًا ولا يُنسى، فقد كان لحظات من العبقرية والجنون والفن. فعرضه كان جميلًا وكان منير، وكان بالفعل نوعًا من الفلتة، وهو ما يُعبر عن الإبداع والروعة على المسرح.