مواكبة: عزيز بن جميع
في رسالة مثيرة ومفصلة، حسم الصحفي والناقد نجيب قاصة الجدل الدائر حول الصراع بين الكاتب عز الدين الحزقي والمبدع منصف ذويب، مشيراً إلى أن العمل الإبداعي لا ينبغي أن يُقاس وفق معايير بحث أكاديمي أو يقتصر على سرد الحقيقة التاريخية.
مقالات ذات صلة:
الناقد نجيب قاصة ينعى الرسام لمين ساسي
نجيب قاصة يكرم الاستاذة مفيدة الطبوبي
د. مجدلاني: أموال المقاصة حق فلسطيني ونرفض أي شروط أو استلامها منقوصة
وفي رسالته الموجهة للحزقي، أكد قاصة أن "العمل الإبداعي هو نتاج خيالي، يعكس رؤية المبدع للعالم، ولا يرتبط بتطابق صارم مع الواقع". وأوضح أن السينما، على سبيل المثال، رغم اقتراضها بعض عناصر من التاريخ، إلا أن هدفها الأساسي هو تقديم صورة جمالية تهدف إلى الاستفزاز الفكري، وليس مجرد سرد الأحداث الواقعية.
وفيما يتعلق بموقف الحزقي من القراءة السينمائية التي قدّمها ذويب لعمله، أكّد قاصة أن "منصف ذويب ليس مجرد قارئ بل مبدع يشارك ويثمن العمل الأدبي أو الفني. ولذا، كان على الحزقي أن يشعر بالفخر لأن ذويب قد تناول عمله بشكل سينمائي، مما يساهم في رفع مكانته وتحفيز النقاش حوله".
قاصة ذهب أبعد من ذلك، داعياً الحزقي إلى "بعث رسالة شكر وامتنان للمبدع منصف ذويب" الذي جعل من عمله موضوعاً للنقد والقراءة السينمائية التي تحفز الفهم والتفكير العميق، مؤكداً أن هذه القراءة تعد مساهمة هامة في تثمين العمل الأدبي والفني، على عكس ردود الفعل السلبية التي قد تضر أكثر مما تنفع.
كما أشار قاصة إلى دور اليسار في إنتاج "اللامعنى" وأزمة الفكر العربي الذي يظل في الكثير من الأحيان بعيداً عن الواقع، مُنتجاً أفكاراً قد تكون متأثرة بالغرب دون مراعاة لخصوصيات الحياة اليومية والممارسة السياسية المحلية.
وفي رده، أكد الحزقي أن ذويب لم يستشره قبل تقديم قراءته، مما أدى إلى "تحريف" معاني الكتاب، وأن ما قام به ذويب يعد إخلالًا معنويًا كبيرًا. ويبدو أن الجدل لا يزال مستمراً، مع تبادل الآراء حول كيفية التعامل مع الأعمال الأدبية والفنية بين المبدعين والنقاد.
هل سيظل الجدل قائماً؟ تبقى الردود والتفاعلات بين الأطراف المعنية مؤشراً على حقيقة ما يدور في الساحة الثقافية التونسية، حيث يتداخل الإبداع مع السياسة، وتتسارع عمليات النقد والتفنيد.