شهدت ساحة حنيش في دوز مساء أمس الخميس حضور أكثر من 10 آلاف متفرج، حسب تقديرات مصالح الحماية المدنية، لمتابعة العروض الفرجوية ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة 56 للمهرجان الدولي للصحراء. المهرجان الذي يعد من أعرق التظاهرات الثقافية في تونس، يسلط الضوء على خصوصية المنطقة وثراء تراثها الثقافي.
مقالات ذات صلة:
الإطاحة بشبكة لترويج المخدرات تضم أربعة أفارقة جنوب الصحراء بأريانة
ضبط ورشة سرية لصناعة القوارب الحديدية بإدارة مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في منطقة رواد
انطلاق المهرجان الدولي للسينما في الصحراء بقصر غيلان
وفي تصريح للمدير العام للعمل الثقافي بوزارة الشؤون الثقافية ذاكر العكرمي، أشار إلى أن المهرجان يعكس ليس فقط التنوع الثقافي للمنطقة، بل أيضاً الدور التنموي الذي يلعبه في دفع عجلة الاقتصاد، إذ يعتبر قاطرة حقيقية للتنمية في جنوب تونس. كما أضاف أن هذا الحدث أصبح وجهة سياحية مرموقة، حيث يجذب الزوار من مختلف الدول العربية والغربية لمتابعة الفعاليات التي تبرز التراث التونسي الأصيل.
المهرجان، الذي أسس في العشرينات من القرن الماضي، يواصل دوره في إبراز الثقافة الصحراوية من خلال عروض متنوعة تجمع بين الأصالة والابتكار. هذا العام، يتضمن البرنامج العديد من اللوحات الفرجوية المميزة، مثل لوحة القافلة والمرحول التي تجسد تنقل البدو بالصحراء، بالإضافة إلى عروض مميزة كالعرس التقليدي والصيد بالسلوقي.
وفي حديثه عن العروض، أكد مدير الدورة أشرف بن عثمان أن هذه التظاهرة تتنزل ضمن رؤية ثقافية تدمج بين الحياة والاحتفاء بالتراث، مع تكريم الشخصيات الثقافية البارزة مثل الشاعر جمال الصليعي. العروض التي أقيمت في ساحة حنيش تعتبر من أكبر المسارح الهواء الطلق في العالم، حيث تهدف إلى الترويج للسياحة الصحراوية عبر تقديم لوحة فنية تجمع بين الماضي والحاضر.
وقد عبّر الزوار الذين حضروا العروض عن إعجابهم بالمستوى الرفيع الذي قدمته هذه الفقرات، معتبرين أن المهرجان يعكس بشكل حيّ تاريخ المنطقة وعاداتها وتقاليدها، لا سيما في كيفية تفاعل الإنسان مع الصحراء الطبيعية، التي تمتاز بالكثبان الرملية وأشجار النخيل التي تحولت إلى واحات تنتج أجود أنواع التمور.