صدر مؤخرًا باللغة الفرنسية الطبعة الثانية من كتاب "الشمس عملاق أحمر: التوافق بين العلوم الحديثة والكتب المقدسة"، للدكتور محمد فوزي الدريسي، الطبيب التونسي المتخصص في أمراض القلب التداخلية. يعتبر هذا الكتاب تجربة فريدة من نوعها في الربط بين العلوم الحديثة والنصوص المقدسة، خصوصًا القرآن الكريم والإنجيل.
مقالات ذات صلة:
سليم بن إسماعيل... قلم مبدع ينتظر الدعم ليعيد إشعاع كتابة السيناريو
"احتفالية الكتاب" تضيء مدينة ياسمين الحمامات خلال عطلة الشتاء
المؤلف: رحلة علمية وفكرية
الدكتور محمد فوزي الدريسي، المولود في منطقة بلاريجيا بجندوبة في 3 سبتمبر 1960، هو طبيب مختص يتمتع باهتمامات واسعة في مجالات علم الفلك وعلم الكونيات منذ أكثر من 20 عامًا. جمع بين تخصصه الطبي وشغفه العلمي والديني لتطوير منهج جديد في قراءة وتفسير النصوص الدينية في ضوء المعارف العلمية الحديثة.
محتوى الكتاب وأهميته
قدّم الكتاب الأستاذ الدكتور أحميدة النيفر والدكتور الأب فانسن فيروليدي، مما أضفى عليه بعدًا فكريًا متعدد التخصصات. تناول المؤلف عدة مواضيع مثل:
* نشأة الكون وتطوره: بالاستناد إلى المعطيات الحديثة في علوم الفلك والكونيات.
* التوافق بين النصوص المقدسة والعلوم: ربط ما ورد في القرآن الكريم والإنجيل حول خلق الكون ونهايته مع الاكتشافات العلمية.
* الرؤية التوحيدية: إبراز دور التوحيد في تعزيز العلاقة بين الإيمان والعلم.
هذا الطرح يُعتبر بمثابة تجديد فكري يعكس تلازم قدسية النصوص الدينية مع تطور العلوم الكونية والطبيعية، بما يفتح آفاقًا للتأمل في دور الدين في عصر العلم الحديث.
منهج جديد في تفسير القرآن
يحاول الدكتور الدريسي من خلال هذا الكتاب تقديم منهج علمي مبتكر لفهم القرآن الكريم، يقوم على الربط بين الروحانية والإيمان من جهة، والعلم والتطور التكنولوجي من جهة أخرى. يسعى هذا النهج إلى علمنة المسألة الدينية بطريقة حديثة، دون أن يفقد النصوص قدسيتها، وهو ما يفتح الباب لمناقشة مسائل مسكوت عنها بأسلوب منطقي وموضوعي.
أهمية الكتاب في السياق الثقافي
* يُعتبر الكتاب أول عمل تونسي يقدمه طبيب مختص ليتناول القضايا الفقهية الدينية برؤية علمية.
* يُسهم في تحديث الفكر الديني والتوفيق بين التراث الإسلامي والعلوم الحديثة.
* يعزز مكانة تونس كمركز فكري وإبداعي في مجال الدراسات التي تربط بين الدين والعلم.
دعوة للتأمل والنقاش
يتميز كتاب "الشمس عملاق أحمر" بأنه يدعو القراء من مختلف الشرائح الفكرية والدينية إلى السجال حول القضايا التي يطرحها. فهو يقدم قراءة علمية للمواضيع الدينية التقليدية، تتجاوز الخطوط الحمراء، وتضع القارئ أمام رؤية جديدة تجمع بين العقلانية والإيمان.
يمثل هذا الكتاب إضافة قيّمة للفكر العربي الإسلامي، حيث يُعدّ جسرًا بين العلوم الطبيعية والمعارف الدينية، مما يغري بمزيد من القراءة والنقاش حول ما يتضمنه من أفكار ورؤى متجددة.