تُعرض مساء اليوم الجمعة 7 مارس 2025 في فضاء راد روي، و مساء الاثنين 10 مارس في المركز الجامعي، المسرحية المميزة "جرد موظف"، التي تقدم مشهدًا حقيقيًا لحياة الموظفين في تونس.
مقالات ذات صلة:
"أيام قرطاج المسرحية" تقدم "جرد موظف": رحلة في عمق الروتين اليومي بين الكوميديا والدراما
حنان هادي: نقلة نوعية في مسيرتها الفنية من الغناء إلى التمثيل في 'جرد موظف'
مسرحية (مـ)جرد موظف تشعل المسرح البلدي بصفاقس: إبداع فني يلامس الجنون!
"جرد موظف" ليست مجرد مسرحية تسلط الضوء على العمل الروتيني اليومي، بل هي عرض يعكس التحديات، الضغوطات، والأسئلة التي نواجهها في حياتنا اليومية. في هذا العمل الفني، يتكشف واقع الموظف الذي يتحول بمرور الأيام إلى جزء من آلة كبيرة، يستمر في العمل بلا توقف، من دون أن يتساءل عن جوهر حياته ووجوده. هذه المسرحية تسلط الضوء على القضايا الإنسانية العميقة بأسلوب مبتكر يجمع بين الكوميديا والدراما.
إخراج فني مبتكر لمخرج استثنائي
المسرحية تحت إشراف المخرج حاتم الحشيشة، الذي يبرع في تقديم هذا العمل بأسلوب فني يتمازج فيه الكوميديا مع الفلسفة العميقة. الحشيشة معروف بقدرته الفائقة على دمج تقنيات الإخراج الحديثة مع الدراما الكلاسيكية، ليصنع عرضًا موسومًا بالتنوع والتعقيد. عبر كل عنصر في العرض، سواء كان نصًا أو حركة أو إضاءة، يسعى الحشيشة إلى طرح أسئلة وجودية حول العمل والحياة بشكل عام.
فريق عمل مبدع ومتنوع
فريق العمل في "جرد موظف" يضم مجموعة من المبدعين الذين يجسدون ببراعة الشخصية الموظف وما تحمله من تناقضات وصراعات داخلية. يقدم كل من عمر بن سلطانة، نجم الدين بلغيث، وحنان عبيد أداءً رائعًا يعكس تعقيدات الحياة المهنية وكيف تترابط مع الحياة الشخصية. هؤلاء الفنانون يساهمون في خلق مشاهد تحبس الأنفاس، حيث تنبض شخصياتهم بالإنسانية والعاطفة.
الإضاءة والصوت: خلق أجواء لا تُنسى
الإضاءة في العرض، بتوقيع المبدع عمر العمري، تساهم بشكل كبير في تعزيز التجربة الدرامية. حيث تخلق توازنًا بين الأجواء الدرامية والفكاهية، لتضيف بُعدًا إضافيًا للمشاهد. الصوت أيضًا يلعب دورًا مهمًا في توجيه التركيز وتقديم الحكاية بأبعاد متنوعة تجعل العرض أكثر تأثيرًا.
إعادة اكتشاف الذات في ظل الفوضى
"جرد موظف" ليس مجرد تسليّة مسرحية، بل دعوة لإعادة التفكير في معنى الحياة والعمل. المسرحية تدعونا للعودة إلى أسئلة الحياة اليومية البسيطة التي غالبًا ما نغفل عنها، وتعيد النظر في الهوية الإنسانية. في عالم تسوده الفوضى والتحديات، تبرز ضحكة الموظف كأداة للتخفيف من مشاعر اليأس، وتحثنا على إعادة اكتشاف الذات من خلال الفوضى اليومية.
أكثر من عرض مسرحي
"جرد موظف" هي دعوة عميقة للغوص في أعماق حياتنا اليومية. إنها رحلة من خلال الضغوطات اليومية، التي تختلط فيها لحظات من الضحك والمأساة، لتجعلنا نتساءل: هل نحن مجرد آلات في سيرورة الحياة، أم أن هناك مساحة لاكتشاف الذات والهوية الإنسانية؟