تشهد الساحة الثقافية بالكاف أزمة غير مسبوقة بسبب الفراغ الإداري الذي يعيشه مركز الفنون الدرامية والركحية منذ أشهر، ما تسبب في شلل تام لنشاطه، وأدى إلى إلغاء مهرجانات وعروض مسرحية كان من المفترض أن تزين المشهد الثقافي في الجهة.
مقالات ذات صلة:
مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس يتألق في شهر رمضان
مركز الفنون الدرامية والركحية بالمنستير ينتج مسرحية "نائب شعب" لطلال أيوب
لا عروض.. لا مهرجانات.. لا قرار!
المركز الذي لطالما كان منارة للمسرح التونسي، أصبح اليوم رهينة غياب إدارة واضحة، ما جعل الموظفين والجهات المسؤولة عاجزين عن اتخاذ أي قرار مصيري. فحتى العروض المسرحية التي تمت برمجتها، اصطدمت بقرارات ارتجالية تمنعها دون مبررات واضحة، بحجة "عدم وجود مدير"!
هل يُعقل أن يكون مستقبل المسرح في الكاف مرهونًا بتعيين مدير؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الفنانون والمثقفون في الجهة، خاصة بعد أن باتت العروض تتوقف عند أهواء بعض الموظفين الذين يقررون وفق رؤيتهم الشخصية ما يُعرض وما لا يُعرض!
"24 ساعة مسرح" في مهب الريح!
الأزمة لم تتوقف عند إلغاء العروض، بل امتدت إلى إلغاء الدورة الجديدة من مهرجان "24 ساعة مسرح دون انقطاع"، الذي يُعد أحد أعرق المهرجانات المسرحية في تونس. هذا الحدث الذي لطالما استقطب عشاق المسرح من تونس وخارجها، أصبح مهددًا بالاندثار بسبب الفراغ الإداري القاتل.
كيف يُمكن لمهرجان بحجم "24 ساعة مسرح" أن يغيب عن الساحة؟ وهل يعقل أن يُترك مركز ثقافي بهذا الحجم في حالة من الضياع والشلل؟!
المسرح يحتضر.. فمن المسؤول؟
يؤكد عدد من المسرحيين أن الوضع أصبح لا يُطاق، وأن المركز يعيش "مهزلة بأتم معنى الكلمة"، حيث أصبح المسرح مجرد بناية بلا روح، والعروض المسرحية تُلغى بقرارات عبثية، والمهرجانات تُجهض قبل ولادتها.
أمام هذا الواقع المرير، يطرح الفاعلون في المشهد الثقافي بالكاف تساؤلًا جوهريًا: إلى متى سيظل مركز الفنون الدرامية والركحية رهينة التسيب الإداري؟ ومتى تتدخل وزارة الشؤون الثقافية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
المسرح في الكاف يواجه مصيرًا مجهولًا، فإما أن تتحرك الجهات المسؤولة سريعًا لإنقاذ هذا الصرح الثقافي، أو أن نشهد نهاية حقبة مشرقة من الفن المسرحي في الشمال الغربي.