يواصل المسرح التونسي تألقه في المحافل الثقافية الدولية، حيث يحظى هذه المرة بشرف افتتاح الدورة 18 للمهرجان الدولي للمسرح بالدار البيضاء، وذلك من خلال عرض مسرحية "رقصة سماء"، مساء يوم غد 14 ماي 2025 بقاعة الفنون الحية.
العمل هو من إنتاج المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف ومركز الفنون الدرامية والركحية بزغوان، ويأتي في إطار سلسلة من العروض الدولية التي تؤكد الحضور الفاعل والمتجدد للمسرح التونسي على الساحة العربية والدولية.
ويتوج العرض باحتفاء رمزي بالممثلة الكبيرة منى نور الدين، تكريمًا لمسيرتها الغنية وإسهامها الكبير في إشعاع الفن الرابع بتونس، وهو تكريم يعكس التقدير العربي لقاماتنا المسرحية.
قصة "هالة"... بين قيود الواقع وحرية الحلم
مسرحية "رقصة سماء" من تأليف وإخراج الطاهر عيسى بن العربي، بمساعدة هاجر حمودة، وتضم كوكبة من أبرز الممثلين: منى نورالدين، هاجر حمودة، خالد الزيدي، لزهر الفرحاني، عبد الكريم البناني، شيماء الزعزاع، حمزة الورتتاني، منير الخزري، إيمان المناعي وآمنة المهبولي.
العمل يقدم قصة "هالة"، المرأة التي تجد نفسها سجينة واجباتها العائلية، وتكتشف تدريجيًا أن التضحية لا تكفي لبناء حبّ حقيقي. من خلال مطالعتها لإحدى الروايات، تقع في حب كاتبها المصاب بالسرطان، فتتعلم منه معاني الشعر والحبّ عبر فنّ السينما، في سرد يشبه علاقة جلال الدين الرومي بشمس الدين التبريزي.
المسرحية تطرح أسئلة جوهرية حول الحب، الألم، التحول، والإيمان، وتؤكد أن من رحم المعاناة تولد لحظات التنوير والتجدد.
فريق إنتاج تونسي متكامل
أشرف على تنفيذ الملابس مروة منصوري، وشارك في التوضيب كمال السحباني وسهام الرزقي، بينما تولى صابر القاسمي وعماد حمدي الجانب الصوتي، ومحمد أمين بالسعيد وفارس النفزي تقنيات البث، ومنير بن يوسف في الديكور، وأنور العياري في التوضيب الركحي. كما ساهم في الأكسسوارات إيهاب مندرة، وفي التمارين زياد المغربي، إلى جانب كل من فاتن الجوادي ورضوان بوليفة في الجانب الإنتاجي.
مشاركة تونسية فكرية موازية
وإلى جانب العرض المسرحي، تشارك تونس كذلك في الندوات الفكرية للمهرجان من خلال محاضرة يقدمها الباحث ومدير مهرجان سينما الجبل بعين دراهم، الأستاذ أكرم القروي، حول رهانات المسرح المغاربي انطلاقًا من التجربة التونسية.
مسرحية "رقصة سماء" تمثل علامة جديدة في رصيد المسرح التونسي، وتؤكد قدرته على التجديد والتأثير في المحافل الدولية، فنيًا وفكريًا.