ضيفي في حوار الصراحة لهذا اليوم، اعلامي متعدّد الاختصاصات تراوحت اهتماماته بين العمل الصّحفي الكلاسيكي والتأليف مرورا بالرّسم الكاريكاتوري، عرفه الجمهور التونسي من خلال اعماله المتميزة حيث شغل المشاهد التونسي في كل مكان بسيتكوم أكثر من رائع و هو شوفلي حل، أدعوكم أعزائي عزيزاتي إلى متابعة تفاصيل هذا الحوار ...
* أستاذ حاتم بالحاج مساء النور و السرور، رمضان كريم...
- مساء الخير سليم أهلا بك و بكل قرائك الأفاضل، رمضان مبارك علينا وعلى جميع الأمة الإسلامية، وشكرا لك على هذه الدعوة...
* استاذ حاتم بالحاج، نجحت في الكتابة والتأليف وشغلت المشاهد في كل مكان، لو نتحدث عن هذه التجربة ؟
- الكتابة هيّ بحث في عمق الاشياء وعملي الاعلامي مكّنني من استنتاج الاسباب للظواهر الاجتماعيّة... الكتابة هي نوع ما تحليل نفسي لكتلة مجتمعاتيّة فهي تستوجب ابحار يومي في خفايا الوجود وتحليل مطنب لتصرّف الفرد وسط المجموعة... و اخيرا يبقى الهزل اقصر طريقة للوصول الى المتلقّي...
* حاتم بالحاج، لو نتحدث عن أعمالك التلفزية الناجحة ؟
- بصراحة يا سليم، من الصّعب الحديث عن اعمالي فهي وليدة زمن ولّى و ما بقاء عمل في الذّاكرة الّا الحنين الى ذ لك الزّمن... اعمالي هيّ ايضا تظافر جهود و ابداع فريق جمعه اتقان كلّ فرد لعمله...
* هل عدلت عن الكتابة رغم ان مؤشرات النجاح لديك عالية؟
- لم اتراجع عن الكتابة لكن لديّ طموحات جديدة تتجاوز الحدود التّونسيّة... تلك سنّة الحياة الابداعيّة... الطّوق الى ما هوّ اصعب...
* هل هناك مشروع في الافق؟ ام هي طموحات لاتنتهي؟
- المشاريع هيّ نبض حياة المبدع... تحقيقها يفتح دائما ابوابا مختلفة... انا اكتب اذن انا موجود...!
* لنتحدث عن سلسلة شوفلي حل، لماذا توقفت رغم نجاحها؟ وهل تفكر في اعادة مثل هذه التجربة مستقبلا؟
- قرّرت ايقاف السّلسلة في اوّجها لعدم السّقوط في الاستسهال... و كلّ ما راج حول اوامر سياسيّة لمواصلتها عار من الصحّة... اكيد كانت السلسلة محلّ اهتمام العديد من الفاعلين لكن كلّ من يعرفني يعرف انّي لست ممّن يلهث وراء كثرة المال والجاه... ثمّ للتاريخ لم تمارس عليّ ضغوطات بل من حين لآخر تتدخّل الصّنصرة لكن ليس بما يفسد العمل او يهدّد استقلالي... و كما قلت... انا ابحث عن تجديد التجّارب لا اعادتها...
* مامدى تأثير نجاح سيتكوم شوفلي حل على تجربتك الإبداعية ؟
- السلسلة فتحت لي ابوابا اخرى مثل التدريس والومضات... و قد تزامنت نهايتها مع الثورة و ما اتت به من حريّة تعبير فقمت ببعض التجارب الاعلاميّة والمسرحيّة... فلا لوم عمّن حرم من الحريّة في عمله الصّحفي من استعادة نكهة الصّحافة... وأؤكّد لك انّي اعيش اسعد مراحلي المهنيّة...
* كيف تقيم الأعمال الدرامية التي يقع عرضها طيلة السبع سنوات الأخيرة؟
- مع كلّ تغيير يقع نوع من الافراط و هذا ما ميّز الاعمال بعد الثّورة... لكن هذه السّنة نلاحظ انّ الكمّ المفرط لا يتواصل مع الوعي التّدريجي للمشاهد... مع تحرّر الكلمة خاصّة على مواقع التواصل الاجتماعي تبدو الشّاشة و كأنّها تجترّ نبض الشّارع عوضا عن تحليله في صورة ابداعيّة متحرّرة من الضّوابط الوصائيّة...
* هل ترتقي هذه الأعمال إلى مستوى تطلعات التونسيين؟
- من يرتقي بالرّدائة الى اغلى نسب المشاهدة ؟ هوّ نفس المتلقّي الذي يطالب بمادّة اعلاميّة او ابداعات فنيّة ترتقي بالمشاهد... لن تتحسّن الامور اذا واصل المتفرّج اعطاء شرعيّة ادبيّة و اخلاقيّة لايّ عمل لا يستجيب الى بديهيّات العمل الرّاقي... فهي مسؤوليّة جماعيّة لحسم امر الرّداءة... التي لا يمكن القضاء عليها لكن من السّهل تقليص نفوذها على الاذهان.
*هل تتابع الأعمال الدرامية الرمضانية ؟
- في الشبكيّة الرمضانيّة اتابع كلّ شيء و لكن لا ابهر بكلّ شيء... و شد انتباهي في البرمجة عملين... تاج الحاضرة و شورّب للنقلة النّوعيّة التي قدّماها في المشهد...
* ما رأيك في الكاميرا الخفية "شالوم" ؟
- شالوم ليست بالكامرا الخفيّة او لنقل لا تحترم اخلاقيات واهداف هذا النّوع من البرامج التّرفيهيّة بل هو ما يسمّى بالبرامج المشوّهة و التي تراود المتفرّج عن نفسه... زد على ذلك انحطاط اخلاقيات المهنة عند معدّيه... فلا مستقبل له في مشهد اعلامي واعي... لكنّي ضدّ صنصرته لما قد يساهم ذلك في انتشاره و لكي يحكم المتفرّج بنفسه دون وصاية.
* كلمة الختام
- اشكرك سليم واشكر مجلتكم على هذه الفرصة، واختم بامتناني لشعب حيّ قام بثورته دون وصاية... فلينحت طريقه دون وصاية جديدة...