مع بداية شهر ماي، تبدأ العاصمة التونسية في ارتداء حلّتها الأجمل... لا إعلانات ولا مهرجانات، بل شجرة الجاكرندا وحدها كفيلة بتحويل الشوارع إلى لوحات ألوانها من رحيق البنفسج.
في أحياء مثل لافايات، المنار، المرسى، وباب سويقة، يصعب تجاهل ذلك السحر البنفسجي الذي يظلل الأرصفة ويبهج العيون. الجاكرندا، تلك الشجرة القادمة من أعماق أمريكا الجنوبية، صارت رمزًا لجمال الربيع التونسي، وأصبحت حدثًا موسميًا يتكرر كل عام ويترقبه عشّاق الطبيعة بعدسات هواتفهم.
🌳 أكثر من مجرد شجرة
رغم مظهرها الرومانسي، تحمل الجاكرندا دورًا أكبر من مجرد الزينة. فهي شجرة مقاومة للجفاف، قادرة على التكيف مع مناخ تونس، وهو ما دفع بلديات العاصمة منذ سنوات إلى توسيع زراعتها في الشوارع والحدائق. إضافة إلى جمالها البصري، تُسهم في تنقية الهواء وتلطيف الجو، لتصبح شريكًا صامتًا في تحسين جودة الحياة الحضرية.
🌸 لوحة من البنفسج الطبيعي
تحمل الجاكرندا الاسم العلمي Jacaranda mimosifolia، وتُعرف بزهورها ذات الشكل الأبوقي، التي تغمر أغصانها بكثافة من أبريل إلى يونيو. مشهدها في الشوارع يثير الدهشة: مظلات بنفسجية طبيعية، أوراقها خفيفة تشبه السرخس، وعبقها الخفيف يضفي على المكان إحساسًا غامضًا بالسكينة.
💜 ربيع المدن... ربيع الأرواح
في ظل الإيقاع السريع للمدن، تشكّل شجرة الجاكرندا استراحة بصرية ووجدانية. هي ليست مجرد نبات مزهر، بل رمز للحياة المتجددة وجرعة موسمية من الأمل والبهجة.
في كل ربيع، تُعيد الجاكرندا إلى التونسيين ذلك الإحساس بأنّ الجمال لا يحتاج إلى بهرجة... يكفي أن تزهر شجرة، لتتفتح فينا الأرواح.