أعرب مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقهم البالغ إزاء الأنشطة التي تقوم بها مجموعة فاغنر العسكرية الروسية في أنحاء القارة الإفريقية، بما في ذلك تونس. يتركز القلق الأمريكي على التأثيرات المحتملة لهذه الأنشطة على ظاهرة الهجرة غير النظامية التي تشكل تحدياً كبيراً لكل من الدول الإفريقية والدول الأوروبية.
تصريحات القلق الأمريكي
نقلت قناة "فرانس 24" عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية تأكيدهم لوجود "قلق رسمي أمريكي وإيطالي" بشأن التقارير التي تشير إلى "هبوط طائرات عسكرية روسية في مطار جربة" بتونس. وقد أوردت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية هذه المعلومات في تقريرها، مما أثار ردود فعل من قبل الحكومات المعنية.
التصريحات الإيطالية والتعاون الأمريكي التونسي
بحسب علي بردي، مراسل قناة "فرانس 24" في واشنطن، فإن الخارجية الأمريكية أحالت بعض التفاصيل المتعلقة بهذه التقارير إلى السلطات التونسية. وأشار بردي إلى أن الولايات المتحدة كانت على اتصال مستمر مع السلطات التونسية خلال الأسابيع الماضية لمعالجة هذه القضايا.
وتحدثت صحيفة "لاريبوبليكا" عن قلق الحكومة الإيطالية بقيادة جيورجيا ميلوني إزاء "أنشطة مجموعة فاغنر المدعومة من روسيا في إفريقيا"، مشيرة إلى دور المجموعة في تأجيج الصراعات وتشجيع الهجرة غير الشرعية، بما في ذلك إلى تونس.
الاجتماعات الأمريكية التونسية
في هذا السياق، اجتمع السفير الأمريكي في تونس، جوي هود، مع وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، حيث ناقشا مجموعة واسعة من برامج التعاون بين البلدين، بما في ذلك المساعدات الأمنية والتنمية الزراعية والأعمال التجارية. ولم يتم الكشف عن كافة التفاصيل التي نوقشت في هذا الاجتماع.
كما أجرى جون باس، القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، اجتماعات مع مستشار الأمن القومي التونسي عبد الرؤوف عطا الله في واشنطن، حيث تناولوا عدة ملفات مرتبطة بالأمن القومي.
تأثيرات وتأملات
تأتي هذه التحركات في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تحديات أمنية وسياسية واقتصادية متزايدة. ومن الواضح أن الأنشطة الروسية في إفريقيا، وخاصة تلك المتعلقة بمجموعة فاغنر، تثير قلقاً دولياً متزايداً بسبب تداعياتها المحتملة على الاستقرار الإقليمي والهجرة غير النظامية.
تظل التطورات المتعلقة بأنشطة مجموعة فاغنر الروسية في إفريقيا موضوعاً مراقباً عن كثب من قبل الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية والتعاون الأمني بين الدول المعنية، يبقى الأمل في تحقيق استقرار أكبر والحد من التداعيات السلبية لهذه الأنشطة على الأمن الإقليمي والدولي.
