في خطوة تعكس تنامي التعاون التونسي-الإيطالي في مجال التشغيل والتكوين المهني، أعلن سفير إيطاليا بتونس، ألكسندرو برناس، أن عدد تأشيرات العمل التي منحتها السلطات الإيطالية للتونسيين خلال سنة 2024 تجاوز 8 آلاف تأشيرة، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم في السنوات القادمة، نظرًا للحاجة المتزايدة للمؤسسات الإيطالية إلى اليد العاملة التونسية.
مقالات ذات صلة:
إيطاليا تدرس التعامل مع مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو في إطار مجموعة "جي 7"
إيطاليا تعلن عن تخصيص حصص إضافية للعمالة التونسية في مجالات جديدة تلبي احتياجات سوق العمل الإيطالي
اتفاقية لتعزيز الهجرة المنظمة والتشغيل
جاء هذا الإعلان خلال توقيع اتفاقية تعاون إطارية بين تونس وإيطاليا، تهدف إلى تسهيل تشغيل وتكوين خريجي مراكز التكوين المهني، من خلال الوكالة التونسية للتشغيل والعمل المستقل، والوكالة التونسية للتكوين المهني، ومنظمة "إيتوس" الإيطالية (Ethos Ets).
وتهدف الاتفاقية، التي تمتد لخمس سنوات، إلى الإدماج المهني لخريجي التكوين المهني في اختصاصات مطلوبة بالسوق الإيطالية، مثل اللحام والبناء المعدني، على أن تتوسع لاحقًا لتشمل مهنًا أخرى وفقًا لحاجيات المؤسسات الإيطالية.
150 فرصة عمل مبدئية وآفاق أوسع
كشف وزير التشغيل والتكوين المهني، رياض شود، أن الاتفاقية ستوفر مبدئيًا 150 فرصة عمل في مجال اللحام والبناء المعدني، مشيرًا إلى أن هذه الاتفاقية تبقى مفتوحة لاختصاصات أخرى حسب طلب السوق الإيطالية. كما أكد أن الشباب التونسي مدعو للالتحاق بمراكز التكوين المهني للحصول على شهادات معترف بها تمكنهم من العمل في تونس أو في الخارج.
تكوين في اللغة والثقافة الإيطالية قبل التوظيف
أوضح الوزير أن عقود الشغل مع المؤسسات الإيطالية ستكون غير محددة المدة، على أن يسبقها برنامج تكوين في اللغة والثقافة الإيطالية، إلى جانب تكوين تقني يلبي حاجيات المؤسسات الإيطالية. كما كشف عن خطة لتكوين 5 آلاف شاب تونسي مع حلول شهر رمضان، تمهيدًا لإدماجهم في سوق العمل الإيطالية أو في مؤسسات اقتصادية محلية.
إيطاليا.. وجهة مفضلة للعمالة التونسية
أكد السفير الإيطالي أن الاتفاقية ستسهم في رفع مهارات الشباب التونسي وتعزيز فرص إدماجهم في سوق العمل، مشيرًا إلى أن إيطاليا تعتبر تونس شريكًا استراتيجيًا في مجال التشغيل والتكوين المهني، وهو ما يفسر التوجه نحو تسهيل الهجرة المنظمة وتعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال.
نحو مزيد من الفرص.. هل تكون هذه بداية جديدة للشباب التونسي؟
مع فتح المزيد من فرص التشغيل في إيطاليا وتوقيع اتفاقيات تعزز الهجرة المنظمة، يبدو أن اليد العاملة التونسية باتت تلعب دورًا محوريًا في تلبية حاجيات الاقتصاد الإيطالي. فهل تكون هذه الاتفاقية بداية جديدة لمزيد من التعاون، أم أن التحديات لا تزال قائمة؟
