✍️ إعداد: فريق مجلة "توانسة"
في مشهد لم تعرفه أعرق الجامعات الأمريكية منذ عقود، يواصل أكثر من 20 طالبًا بجامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا إضرابًا عن الطعام بدأوه في 12 ماي الجاري، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"تورط الجامعة في تمويل الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في غزة".
ويأتي هذا التحرّك الطلابي في سياق موجة احتجاجات عارمة اجتاحت الجامعات الأمريكية، انطلقت من جامعة كولومبيا في أفريل الماضي، قبل أن تمتدّ إلى أكثر من 50 جامعة، وتخلف وراءها آلاف الموقوفين من الطلبة وأساتذة الجامعات، وتثير جدلًا غير مسبوقًا حول الحرية الأكاديمية والعدالة الأخلاقية في الأوساط الجامعية الأمريكية.
مطالب واضحة: لا شراكة مع القتل
المضربون عن الطعام في جامعة ستانفورد رفعوا مطالب مركزية أبرزها:
- قطع علاقات الجامعة مع الشركات التي توفّر دعمًا ماديًا أو لوجستيًا لإسرائيل، أو تسهّل ارتكاب الجرائم ضد المدنيين في غزة.
- حماية حرية التعبير داخل الحرم الجامعي، التي أصبحت مهددة في ظل القمع الممنهج للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.
- إسقاط التهم الموجهة لـ 12 طالبًا من المشاركين في احتجاجات العام الماضي، والذين يواجهون محاكمات تأديبية قد تفضي إلى طردهم.
صوت الغضب الطلابي
في تصريحات لوكالة الأناضول، قال أحد الطلبة المضربين –رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية– إنهم "يطالبون الجامعة بأن تقف على الجانب الصحيح من التاريخ"، مضيفًا:
"نحن هنا للضغط على جامعتنا لوقف تمويل الإبادة الجماعية في فلسطين... لقد تعبنا من الشعارات، نريد أفعالاً".
ومن جهتها، عبرت الطالبة سعدية عن خيبة أملها إزاء "نهج جامعتها في التعامل مع الأحداث التاريخية الجارية"، مشيرة إلى أن أكثر من 14 ألف طفل في غزة يواجهون خطر الموت جوعًا بحسب تقارير الأمم المتحدة.
أما الطالب أوين مارتن، فقد أكد أنه دخل في الإضراب منذ أسبوع، معتبراً أن مطالبهم مشروعة، وتهدف إلى "وقف التواطؤ الأكاديمي مع شركات تساهم في جرائم الإبادة الجماعية".
من الحرم الجامعي إلى العالم
يمثل إضراب طلاب ستانفورد حلقة جديدة في سلسلة احتجاجات طلابية متواصلة منذ شهور في الجامعات الأمريكية، إذ تم توقيف أكثر من 3100 شخص منذ أفريل 2024، في تظاهرات أغلبها سلمية دعماً لغزة، حسب معطيات حقوقية.
وتبرز هذه التحركات كجزء من حركة مقاومة مدنية وأكاديمية متصاعدة داخل الولايات المتحدة، في مواجهة سياسة واشنطن الداعمة بلا شروط لإسرائيل، رغم تزايد التحذيرات الدولية من احتمال وقوع "مجاعة جماعية" في القطاع، مع تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين أكثر من 175 ألفًا بين شهيد وجريح، أغلبهم من الأطفال والنساء.
✒️ تحليل "توانسة":
ما تشهده جامعة ستانفورد ليس حدثًا معزولًا، بل تحولٌ نوعي في ضمير الجيل الجامعي الأمريكي، الذي يبدو اليوم أكثر وعيًا وإصرارًا على مساءلة المؤسسات حول أخلاقيات التمويل والانخراط السياسي.
هل تكسر هذه الاحتجاجات جدار الصمت؟ أم تجهضها آليات القمع الأكاديمي المدعومة من لوبيات الضغط؟
📌 هل يمكن لهذه الموجة الطلابية أن تغير فعلاً سياسات الجامعات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية؟