إسرائيل تطالب الفاتيكان مساعدتها لمنع المزيد من القرارات "الرهيبة" في المنظمة الأممية ودمشق تتقدم بالشكوى
قدمت الحكومة السورية، امس الخميس، شكوى إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو). جاء فيها أن إسرائيل تنفذ عمليات التنقيب عن الآثار على الجانب السوري من هضبة الجولان. الأمر الذي أثار رد فعل غاضب من المبعوث الإسرائيلي لدى اليونسكو.
وفي الرسالة التي تلقاها المبعوث الإسرائيلي، كتب فرانشيسكو باندارين مساعد المدير العام للثقافة في اليونسكو ان الحكومة السورية قد تقدمت بشكوى للهيئة العالمية "جلبت انتباهنا إلى حقيقة أن الحفريات الأثرية في قرية بئر عجم في محافظة القنيطرة بدأت منذ 11 تموز/يوليو 2016".
ورفضت هذه الشكوى، التي أحيلت سابقا من قبل مسؤول كبير في اليونسكو التي ردتها إسرائيل وقالت إنها شكوى "سخيفة".
وأضاف باندارين "كما تعلمون، وفقا لاتفاقية لاهاي للعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح، وإسرائيل والجمهورية العربية السورية كذلك، نؤكد أن يتم اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الممتلكات الثقافية في تعاون وثيق السلطات الوطنية ذات الصلة".
الجولان خط أحمر
يشار إلى أنه طالب رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي ادلشتاين، المساعدة من الفاتيكان لمنع المزيد من القرارات المعادية لإسرائيل الصادرة من منظمة اليونسكو. والأربعاء تبنت لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) قرارا يدين أنشطة التنقيب التي تجريها إسرائيل في القدس القديمة، مستخدمة تسمية "باحة الحرم القدسي" التي ترفضها الدولة العبرية وتعتمد بدلا منها تسمية "جبل الهيكل".
ولاحقا أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استدعاء السفير الإسرائيلي لدى اليونسكو كرمل شاما هاكوهين "للتشاور". وقال مكتب نتنياهو إن "مسرح العبث مستمر. قررت استدعاء سفيرنا لدى اليونسكو لإجراء مشاورات وسنقرر الاجراءات التالية التي سنتخذها". وأضاف أن "القوى الإسلامية المتطرفة تدمر المساجد والكنائس والمواقع الأثرية، بينما إسرائيل هي البلد الوحيد في المنطقة الذي يحافظ عليها ويضمن حرية العبادة لجميع الأديان. لجنة التراث في اليونسكو هي من يجب ادانته، لا إسرائيل". من جهته صرح السفير للإذاعة العامة الإسرائيلية أن بلاده تبحث "امكانية قطع كافة العلاقات مع اليونسكو".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيسان/أبريل الماضي إن "إسرائيل لن تنسحب من هضبة الجولان إلى الأبد"، وكان نتنياهو يتحدث خلال جلسة خاصة لحكومته في احدى بلدات هضبة الجولان. وأوضح نتنياهو "لقد اخترت عقد جلسة للحكومة هنا حتى أبعث رسالة واضحة لمن يهمه الأمر مفادها: ان إسرائيل لن تنسحب من هضبة الجولان إلى الابد. سنعزز الاستيطان والصناعة والزراعة وذلك من خلال القرارات التي سنتخذها هنا اليوم".
وأضاف "لقد آن الأوان ـن يعترف المجتمع الدولي بحقيقتين: أن خط الحدود لن يتغير بغض النظر عما سيكون على الجانب السوري، لقد آن الأوان للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان بعد مرور 50 عاما". وحسب قول نتنياهو "لقد كانت هضبة الجولان إبان الحكم السوري، عبارة عن تحصينات عسكرية معادية وساحة حرب. أما منذ 49 عاما ولغاية الآن أي سنوات سيطرة إسرائيل على الهضبة فقد تحولت الى ساحة سلام وتقدم. لقد أصبحت إسرائيل اليوم بمثابة الحل وليست المشكلة وهذا ما تدركه الكثير من الدول المحيطة بنا".